بقلم : محمد أمين
أود أن أسجل هنا تقديراً كبيراً لشجاعة الرئيس السيسي، حين تعرض لكل الشائعات التى تمس شخصه وتمس الجيش وتمس الدولة المصرية.. فنحن مثلاً فى مجال الصحافة، حين يتعرض لنا أحد بالنقد نتجاهله، ولا نعيره أى اهتمام باعتباره «نكرة».. وتمر الأيام وهو ينتظر وأنت لا ترد.. لكن الرئيس كان أكثر شجاعة من بعضنا.. فقد رد على «نكرة» فعلاً لأنه ينحاز للشعب!
فلم أصدق أن الرئيس سوف يرد على خائن ونكرة، فى وقت واحد.. ولم أذكر اسمه فى مقال أمس، ولن أذكر اسمه فى مقال اليوم.. أيضاً لم تصدق الأجهزة أبداً، وطالبت الرئيس بألا يجعل له اعتباراً.. هكذا كشف الرئيس طلب الأجهزة، أمام جمهور المؤتمر.. وقال الرئيس لابد أن أرد.. فقد كان يهمه أن يعلم الشعب الحقيقة، أكثر من كونه يرد على «مدّعٍ» وكذاب!
وأكثر الكتّاب لا يقيم وزناً لمن يهاجمه أحياناً.. ولا يجعل له قيمة.. خصوصاً إذا كان مأجوراً أو يعمل بالريموت كنترول.. ولكن الرئيس أبى أن يسكت، أو يلتزم الصمت.. فقد أصر على أن يقول للشعب إنه أمين ومخلص كما عهدناه.. وهو بالفعل صادق ومخلص ومقدّر.. وهى النقطة التى أراد «الكذاب» أن يضربها، وأن يستهدفها، لأن الشعب يصدق الرئيس فعلاً!
فقد وضع الرئيس كل الملفات أمام الشعب.. وتحدث حتى فى شأن دقيق جداً يتعلق بمدفن السيدة والدته.. وهو أمر عزيز جداً عليه.. والرئيس نفسه كان يزورها أسبوعياً، ويخدمها وهو رئيس، لم يغير من عاداته أى شىء.. فهل هو الذى يعامل والدته بهذه الطريقة الشنيعة بعد موتها؟.. كان الكذب صريحا ًوالافتراء واضحاً، وكان يكفيه ألا يرد والناس تصدقه!
فلا تتركوه وحده وحيداً فى الميدان.. فالخونة لا يستهدفون الرئيس وحده، وإنما يستهدفون الوطن.. يحاولون إسقاط الدولة عن طريق «هدم الرموز».. ويحاولون التلسين على المشروعات القومية، لأنها أصبحت حقيقة، بعد أن قالوا إنها «فنكوش».. يحاولون ضرب الجيش لأنه ساعد الدولة أن تنهض.. فماذا بعد ضرب الجيش؟.. فبالتأكيد يريدون أن تسقط مصر!
لقد كانت «شجاعة» من الرئيس فعلاً أنه لم يتجاهل الشائعات والأكاذيب.. كانت شجاعة أنه لم يتركها للإعلام يفندها.. ولم يتركها تكبر مثل كرة الثلج.. إنما تصدى لها بنفسه.. وتعامل معها بثقة.. فليس على رأسه بطحة.. وضرب مثلا بنفسه، وهو الذى يدعو للتصدى لحروب الجيل الرابع.. كان يدرك خطورة ترك الأمر باعتباره «رجل مخابرات» من طراز رفيع!
وأخيراً، لن تهتز ثقتنا فى جيش مصر، ولن تهتز ثقتنا فى الرئيس أبداً.. فالذى يحمى وطنه لا يخونه إطلاقاً.. مرة أخرى أكرر أن ما فعله الرئيس «شجاعة»، تدل على نقائه وحرصه على سمعته.. وهو يعلم أن من روج الشائعات كذاب و«نكرة».. لا يصح أن أذكر اسمه.. لا اليوم ولا غداً!