بقلم : محمد أمين
نشاط جبار يقوم به الرئيس السيسى هذه الأيام.. من برلين لبحث قضية ليبيا، إلى لندن حيث قضية الاستثمار في إفريقيا.. وهو في الحالتين طرف رئيس، سواء في ليبيا أو إفريقيا.. فهو رئيس الاتحاد الإفريقى للدورة الحالية.. هذا فضلاً عن القضايا الداخلية.. والرئيس يتحرك في مسارات متوازية محلية ودولية.. وقبلها كانت قمة إفريقيا- روسيا.. كان الله في عونه، الحمل تقيييييل يا ريس!
لم يهمل الرئيس ملفاً إفريقياً لأنه مشغول على المستوى المحلى.. ولم يهمل ملفًا داخليًا لأنه مشغول بالشأن الإفريقى.. أو الشأن الليبى.. كل الملفات حاضرة في ذهن الرئيس.. يكافح الإرهاب من جهة ويبحث عن التنمية من جهة أخرى.. دون كلل أو ملل.. كل الاتجاهات الاستراتيجية حاضرة في ذهنه.. وقد شعرت بالصداع حينما فكرت بالنيابة عنه.. ولكنه يقوم بواجباته الرئاسية خير قيام!.
أشعر أحياناً أنه «رسول السلام».. فلم يخاطر أو يغامر برغم كل التحديات ولم يحرض على الحرب برغم أوضاع دولية ضاغطة تتسم بالاضطراب وعدم الاستقرار وتزايد وتيرة الصراعات المسلحة وانتشار ظاهرة الإرهاب، وتداعياته على القارتين الإفريقية والأوروبية.. واستخدام منطق القوة في العلاقات الدولية.. وتدفقات الهجرة غير الشرعية، وبروز تحديات اقتصادية واجتماعية وبيئية متعددة الأبعاد.. كما قال، أمس، في قمة لندن، وهى كلمة دقيقة جداً ومكتوبة بعناية شديدة وتذكر بكل الملفات أيضاً!
وقد نجح الرئيس السيسى أن يحرك قادة العالم في الاتجاه الذي تريده مصر.. فالرئيس ترامب يدير ملف سد النهضة ومفاوضات نهر النيل.. والرئيس بوتين يعقد قمة روسية- إفريقية من أجل ليبيا.. وبرلين تعقد قمة من أجل نزع فتيل الحرب في ليبيا.. ولندن تعقد قمة إفريقية- بريطانية من أجل دفع عجلة الاستثمار في القارة السمراء.. ومعناه أن السيسى أصبح من قادة العالم الفاعلين في محيطه العربى والإفريقى والدولى!.
ودون أي مبالغة فقد حققت مصر نجاحات معنوية كبيرة في عصر السيسى.. بحيث أمكنها إعادة صياغة كثير من الملفات، معتمدة على ثقة العالم في الرئيس نفسه، وسياساته الخارجية، وإدارته لملف ليبيا والنيل وشرق المتوسط.. تدعمه القوى الدولية والأوروبية والإفريقية.. وهى الصيغة التي بناها على مدى سنوات حكمه، دون أن يقلل ذلك من دوره المحلى والإقليمى.. وهى كلها أدوار مترابطة ومتشابكة، يدعم بعضها بعضاً!.
وأخيراً، أثق أن الرئيس سوف ينجح في لعب دور سياسى كبير يدخله التاريخ.. فلم يستفزه تميم في الإرهاب، ولا أردوغان في العدوان على ليبيا.. واستطاع تجييش العالم في صالح مصر والقضايا العربية والإفريقية.. ولم يدخل الحرب في أي مكان تحت أي ضغط، فلم يفقد جندياً ولا سلاحاً في سوريا أو في ليبيا، وتصرف كزعيم تاريخى في منطقة شديدة الاضطراب بالحروب والإرهاب!.