بقلم : محمد أمين
أواصل اليوم طرح الأسئلة لحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، بالأمس سألت: من الذى يحصل على الوظيفة فى مصر، سواء عامة أو خاصة؟.. والسؤال اليوم: لماذا ننشئ جامعات جديدة قبل تشغيل خريجى الجامعات القديمة؟!
وكان الدكتور خالد عبدالغفار قد صرح بأنه يجرى إنشاء عشر جامعات أهلية بتكلفة 40 مليار جنيه فى ثلاث سنوات.. والسؤال: لماذا ننشئ جامعات جديدة؟.. ألم تكن مصر أحوج إلى عشرة مصانع جديدة بدلاً منها؟.. ولماذا يجرى تصفية المصانع التاريخية فى مصر الآن، من أول شركات الأسمدة والغزل والنسيج والحديد والصلب؟!
قطعًا.. لا خلاف على أن تكون لدينا جامعات تكنولوجية، ولا خلاف على أهمية إنشاء الجامعات لتواكب أعداد السكان فى مصر، ولكن هل هناك دراسات عن سوق العمل؟.. وما الفرق بين هذه الجامعات وتخصصات كليات الهندسة وهندسة الحاسبات والمعلومات وعلوم الكومبيوتر؟!
أليست هذه تخصصات تكنولوجية وعلمية وهندسية.. أم أن الفرق فى الاسم فقط؟.. وما حاجة سوق العمل للجامعات الجديدة؟.. هل سنضيف الخريجين الجدد فيها إلى سوق البطالة؟.. وأرجو ألا يُفهم كلامى على أننى ضد الجامعات الجديدة والتوجه التعليمى لها.. فقط أسأل هل تستوعبهم سوق العمل أم أنهم سيجلسون على المقاهى؟.. بمعنى أصح أسأل عن دراسات الجدوى!
ألم يكن أفضل أن نتجه للتعليم الفنى، ونجعله مشروعنا القومى، لنستعيد مجد «صنايعية مصر» فى جميع الحرف، مثل الكهرباء والسباكة والنجارة والخياطة، ثم ننشئ لهم الورش الصغيرة للتدريب والتعليم والاستثمار؟!
صعب جدًا على كل أب أن يجد ابنه نائمًا فى البيت حتى أذان العصر، وصعب أكثر أن ينفق الأهالى دم القلوب ثم لا يعمل أبناؤهم لأنهم يدرسون تخصصات لا يحتاجها المجتمع وسوق العمل، فيكون الحل أن يسافروا للخارج فيكتشفوا أن الخليج قفل، وأصبح يتجه للسعودة والقطرنة والبحرنة وغير ذلك، فيرجع بخفى حنين، ليقعد فى البيت «يعبى الشمس فى أزايز»!
تخيلت أمس أن الدكتور مدبولى سوف يرسل لى إحصاء بعدد الذين تم تشغيلهم فى مصر خلال رئاسته للحكومة، وإحصاء بعدد مشروعات الاستثمار التى افتتحها لإتاحة الفرصة للشباب فى التوظيف.. لكنه لم يفعل، وقد كان يتفاعل فى الفترة الأولى لوجوده فى الوزارة.. لا أعرف هل أصبح مشغولاً ولا يقرأ الصحف، أم أن مكتبه الإعلامى لا يوافيه بما يُكتب فى الصحف، أم أنه أصبح يكبّر دماغه، وهو شىء مبكر جدًا.. مبارك وصل لهذه الحالة بعد 30 سنة فى الحكم!
باختصار، هل يُضيّع الشباب أحلى سنوات العمر والعطاء فى النوم؟.. هل معقول أن خطة الدولة تأهيل الشباب للجلوس على المقاهى؟.. من الذى نتوجه له بهذه الأسئلة لإنقاذ شباب مصر من الإحباط؟!