بقلم - محمد أمين
تحدث الرئيس السيسى، بعد أداء اليمين الدستورية، عن فريق إنقاذ مصر.. لم يقبل فكرة أنه من أنقذ البلاد وحده.. فمن هو «فريق الرئيس» الذى تحدث عنه فى أكثر من مناسبة؟.. هل هو الفريق الذى يدير معه شؤون الحكم من قصر الاتحادية؟.. هل هو الحكومة التى تولاها محلب؟.. أم هى الحكومة التى تولاها شريف؟.. أم هما معاً؟.. أم هناك فريق آخر أصلاً؟!.
وفى تقديرى أن الفريق الرئاسى لإنقاذ مصر، يتضمن آخرين غير من ذكرتُ طبعاً.. وقد أشار الرئيس إلى بعض هؤلاء فى كلمته، وقدم لهم التحية، ومن هؤلاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع.. وأضف إليهم الكثيرين ممن ظهروا فى مشهد يوم 30 يونيو.. وبالتالى فهو «فريق إنقاذ» وليس فرداً!.
ويعجبنى أن الرئيس يؤكد «فكرة الفريق» فى كل مرة.. ويؤكد على دور الشعب، وحرصه على الوطن.. ويعجبنى أنه لم يشعر بما يشعر به القادة المنتصرون من جنون العظمة.. إنه طوال الوقت يضع قدميه على الأرض وهو يحلم أو يفرح.. ولذلك لم يخاطر ولم يغامر بالوطن.. وحين يهتف البعض للسيسى، يقول «تحيا مصر».. وهو «ذكاء رئاسى» يظهر فى كل مناسبة!.
الفريق الرئاسى الذى يعنيه الرئيس يختلف عن أى فريق رئاسى فى أى دولة.. فهو يختلف فى مصر عن الفريق الرئاسى المعاون للرئيس الأمريكى، ويشاركه الحكم فى البيت الأبيض.. هناك فرق كبير جداً.. فريق ترامب هو الذى كوّنه بمعرفته.. واختاره فرداً فرداً.. سواء كان وزيراً أو مستشاراً.. من الخارج أم من العائلة.. أما فريق السيسى فقد فرضته ظروف البلاد!.
ولا ننكر أن المستشار عدلى منصور كان واحداً من الذين أدوا دوراً خطيراً لإنقاذ مصر أيضاً.. وقد حضر فى حفل تسليم وتسلم السيسى للولاية الأولى بطبيعة الأشياء.. وكنت أتمنى لو حضر أداء اليمين الدستورية فى مستهل الولاية الثانية.. مصر ينبغى أن تقدم أبناءها، وأن تفخر بهم فى المحافل الوطنية.. فقد أعاد «منصور» هيبة الدولة والخطاب السياسى بعد «مرسى»!.
لا أعرف سبب غياب «منصور» عن أداء اليمين.. ولا أعتقد أن ضيق المكان كان سبباً.. أعرف أن عدداً كبيراً من الوزراء لم يُدع.. ثلثا الحكومة لم يشهدوا المناسبة التاريخية.. قيل إن 11 وزيراً فقط تمت دعوتهم.. ربما يكون ذلك مؤشراً لاستمرارهم حال أى تغيير وزارى قادم.. وربما كانت الدعوة بالأقدمية.. الله أعلم.. لكنها ملاحظات قد يكون لها اعتبار وقد لا يكون!.
وأخيراً.. هناك اتفاق على أن خطاب الرئيس كان مكتوباً بلغة راقية.. وتضمن نقاطاً مهمة عن بناء الإنسان.. كما تضمن نقاطاً مهمة أيضاً عن بناء حياة سياسية وديمقراطية.. يبقى تنفيذ «الميثاق الرئاسى».. لكن الرئيس يحتاج إلى فريق بمواصفات أخرى عن «فريق الإنقاذ»!.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع