بقلم : محمد أمين
سقط كل الذين تصوروا أنهم خالدون مخلدون فى البرلمان.. وسقط كل الذين ظنوا أنهم فوق القانون.. وهى مؤشرات جيدة للرأى العام أن الدولة لا تحمى فاسدًا ولا متطاولًا.. لم تسقطه الدولة ولكن أسقطه الناخبون.. وقد تسأل: كيف سمحت الدولة للفاسدين بدخول الانتخابات؟.. أقول إنها لم تسمح لهم بدخول البرلمان لأن دخول الانتخابات أمر يمر على عدة مراحل.. الأولى أنه مر على لجان قضائية تقبل أوراقه أو لا تقبلها.. ثانيًا أنه يخضع للطعون، فلم يطعن عليه أحد.. ثالثًا أنه لم يدخل البرلمان وسقط فى الانتخابات وانتهى الأمر!.
وكثير من هؤلاء لو مرّ من مرحلة، فلن يمر من الثانية والثالثة.. وفى هدوء سيتم التخلص من هؤلاء وسيتم التغيير بشكل يرضى عنه الجمهور.. فليس معنى دخول الانتخابات أنها حالة رضا.. وإنما هى محاولة من جانبه وضاعت فيها فلوسه وخرج بصدمة العمر، وربما خرج من الانتخابات إلى المطار مباشرة.. وهذا كلام لا ينطبق على واحد بعينه وإنما ينطبق على كل من تحدى الرأى العام، وظن أنه فوق القانون بمنصبه أو حصانته أو ماله!.
لا أحد له أفضال على مصر، ولا أحد تم التعاقد معه على النجاح.. فالشعب هو فى النهاية من يختار ويفرز.. لا يهم من خاض الانتخابات تحت أى اسم.. ولا يهم إن كان نائبًا من عدمه، فلا يعنى أنه نائب أنه مخلد.. بالعكس، الذين صنعوه يمكن أن يتخلوا عنه، ويمكن أن يتركوه لمرشح أصغر منه يأكله.. وهو ما حدث لنواب سابقين وأصحاب أموال ظنوا أنهم فوق الحكومة وفوق القانون!.
وتتوالى حالة السقوط فى الجولة الثانية.. والمهم أن يكون ولاؤك للوطن وولاؤك للشعب.. وليس للمال والعنطزة الفارغة.. هذه رسالة للذين اغتروا بحصانتهم وأموالهم.. ويجب أن يأخذ منها الباقون الدرس.. فالمؤشرات المبدئية لنتيجة انتخابات المرحلة الأولى تكشف سقوط «المنتفخين».. وسوف ألتزم بعدم الإشارة إليهم طبقًا لتعليمات الهيئة العليا للانتخابات.. فهى الوحيدة صاحبة الحق فى إعلان النتيجة.. فمن يدرى!.
على أى حال، فقد ذهب إلى غير رجعة كل من ظن أنه باقٍ ليوم الدين فى مجلس النواب يتمتع بحصانته.. وسقطت أسماء ما كانت تظن أن تسقط.. وسيعودون كما جاءوا أول مرة.. ليس كنوع من الانتقام، ولكنها عملية تهذيب وتدريب وإصلاح!.
معناه أن النائب ينبغى أن تكون عينه على الشعب.. فليست الأموال التى تحجز مقعده فى البرلمان، وليست الحصانة هى التى تعيده من جديد.. وليست القائمة أيضًا.. فالاختيار لا يعنى حجز المقعد..
كل الإشارات السابقة لأشخاص معروفين للناس.. وقد جاء يوم يدفعون فيه الثمن ويودّعون فيه البرلمان.. والبقية تأتى!.