بقلم : محمد أمين
اهتم خبراء الأرصاد هذه الأيام بالتأكيد على أن الشتاء لم ينته بعد، والسبب أن المصريين يعتبرون الشتاء هو شهر يناير وشويه من فبراير وبدخول مارس يعتبرون أنهم دخلوا فى الربيع وبداية اعتدال الجو، ومقدمة لشهور الصيف.. وبالفعل فهذا أحدث تصريح أن البلاد تشهد حالة استقرار فى الأحوال الجوية، حيث ينعدم سقوط الأمطار وتزداد فترات سطوع الشمس، وارتفاع درجات الحرارة.. وهو ما يهدد بتعرض الناس للأمراض فى زمن الوباء!
والبعض بالفعل بدأ يتخلص من الثياب الصوف والثقيلة، مع ارتفاع درجات الحرارة.. وهو سلوك غير صحى فى زمن الوباء.. وهنا أتذكر قريبى وصديق أخى الأكبر كان يرتدى البلوفر لآخر شهر مايو حتى تغير الشرطة والجيش الملابس الشتوية.. وكانت درجات الحرارة فى تلك السنوات عالية.. وكنت أسأله ليه كل ده والجو حر؟.. فيرد مبتسماً هل رأيت أحدا مات من الحر، الناس فى الغالب تموت من البرد.. وكان يخلع البلوفر الصوف مع الشرطة حين تغير ملابسها للأبيض!
ومازلت أتذكر مقولة فيلسوف القرية الذى درس الفلسفة فى كلية الآداب.. وعاش يطبق أفكار الفلاسفة القدماء.. وكنت أول مرة أسمع عن ديكارت منه.. وكنت فى سن صغيرة.. وكان يقول أنا أشك إذن أنا موجود.. ولم يكن شكه مرضياً.. وظل على حاله يفلسف كل القضايا، ويرتدى البلوفر فوق القميص والجلباب.. وكنت أراه وأبتسم.. ولم يشكُ أبدًا من البرد.. والسبب فى ذلك البلوفر أو الشيرز كما كنا نسميه أيامها.. رحم الله تلك الأيام!
الآن نريد مرحلة وسطًا بين التمسك بالشتوى والبلوفر وبين الملابس الصيفية.. عرفنا فى مرحلة لاحقة اللبس الخريفى.. لا هو شتوى ولا صيفى.. خصوصاً أن الأرصاد أصبحت تتنبأ بالجو بدقة كبيرة.. وقد جربنا ذلك فى سنوات ماضية وعرفنا الأمطار والسيول من بياناتها.. وحافظنا على صحتنا.. وأولى بنا الآن أن نلتزم بتحذيرات هيئة الأرصاد.. خاصة فى زمن كورونا.. فالإصابة بالبرد مقدمة للإصابة بكورونا أعاذكم الله!
الارتفاع التدريجى لدرجة الحرارة لا يعنى خلع الملابس الشتوية، فمازال الوقت مبكراً لتغيير الملابس.. وقد زاد إيمانى بتنبؤات هيئة الأرصاد، وأصبحت أخبارها صفحة أولى بارزة، بعد أن كانت فى صفحات داخلية أو سطرين على عمود فى الصفحة الأولى.. تمسكوا بالشيرز فمازلنا فى الشتاء.. ومن أراد معنى الشيرز وطريقة صناعته فلينتظر الأستاذ عباس الطرابيلى، شفاه الله، ليشرح لكم تطور صناعة البلوفر فى مصر!
باختصار، لا تستهينوا ببرد الشتاء، خاصة إذا كان فى العضم، فما جاءت الكورونا بأكثر من هذا، تكسير العظام وضيق التنفس.. فاحذروا من كل مسببات الكورونا، والتزموا بتعاليم هيئة الأرصاد.. فما تقوله الأرصاد علم وليس رجماً بالغيب.. ودعوا مقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا»، وهى بالمناسبة ليست حديثاً شريفاً، على عهدة دار الإفتاء.. فالأرصاد ليس لها علاقة بالتنجيم ولا ضرب الودع!