بقلم - محمد أمين
اكتشفت بالصدفة أمس أن عندنا وزارة للشباب والرياضة.. فلم أكن أتذكر أبداً أن التشكيل الوزارى لحكومة مدبولى يتضمن وزارة رياضة.. فالساحة كانت خالية طوال الأشهر الماضية.. فلا الوزارة تحدثت عما يجرى فى الوسط الرياضى، ولا أصدرت بياناً، ولا أحالت أحداً إلى التحقيق.. ويبدو أن رؤساء الأندية الكبرى أكبر من الوزراء.. حتى انفجرت «قنبلة الكاف»!.
وكنت أمس أيضاً أتصور أن «قنبلة الكاف» يدوية الصنع يمكن تفكيكها.. وتصورت أكثر أنه من الممكن احتواؤها، فإذا بها «قنبلة انشطارية» لا يمكن احتواء آثارها.. فقد انشطرت إلى جزيئات صغيرة، كل منها راح يضرب هدفاً بلا تمييز، وبالتالى تحولت الأمور إلى كارثة بعد مؤتمر مرتضى منصور.. فقد شطب كل أعضاء اللجنة الأوليمبية من أصل «زملكاوى»!.
وبالعربى فقد غابت الحكومة، وغابت الحكمة أيضاً.. وكل ما قرأناه أن اتصالاً هاتفياً تم بين الوزير أشرف صبحى، ورئيس نادى الزمالك.. وكان العيار قد فلت، فأصاب من أصاب.. وتناثرت الاتهامات هنا وهناك.. لأن هناك من قال إن المستشار منصور «خط أحمر».. فما معنى أن فلاناً خط أحمر؟.. وما معنى أن علاناً خط أبيض؟.. فمن الذى أعطى له «الحصانة»؟!.
وأستغرب أن العالم اكتشف علاجاً جديدا للسرطان.. وأعلنت الأكاديمية السويدية للعلوم، عن جائزة نوبل فى الطب، وفاز بها اثنان لاكتشاف علاج جديد للسرطان، إلا أن علماء العالم لم ينجحوا حتى الآن فى علاج «سرطان الكرة المصرية».. وللأسف فإنها تستعصى على عباقرة العالم.. فالحرائق فى الأندية والاتحادات.. كأنها «تدير نفسها» بعيدا ًعن الحكومة!.
فما يحدث فى الوسط الرياضى كاشف بالفعل لحالة انفلات كبرى.. وأتحدث هنا عن الحالة المصرية قبل «قرار الكاف» وبعده.. فقد لعبت «الفلوس» بالرؤوس وأشعلت النار فى بيئة ملتهبة أصلاً.. وقد اضطرت الجماهير لحسم الأمر فى الملعب.. فمن يحسم الأمر الآن بعد قرار الكاف؟.. هل يحسمه القضاء؟.. أم تحسمه الفلوس من جديد؟.. وهل يحسمه العقل والحكمة؟!.
والمثير أننا لم نعرف أكثر من أن الوزير صبحى أجرى اتصالاً هاتفياً.. فليست هناك أية تفاصيل إضافية.. ولم يقل مثلاً نريد «تهدئة الأجواء».. لم يقل إن رئيس الزمالك سوف يمتثل للقرار ويلجأ للتظلم.. لا شىء من ذلك تم الإعلان عنه.. لكن كان هناك من ضرب «كرسى فى الكلوب» أصاب كل من تصادف وجوده فى تلك اللحظة بلا استثناء.. فهل هذه هى الروح الرياضية؟!.
شتان بين الكرة التى نلعبها، والرياضة التى نمارسها، وبين الكرة والجمهور والمدربين فى العالم.. شتان بين طريقتنا وطريقتهم.. وشتان بين التزام اللاعبين هنا واللاعبين هناك.. وهذا هو الفرق بين الاحتراف ولعب الحوارى.. وللأسف فقد تدافعت الخلايا السرطانية من شكة دبوس واحدة!.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع