بقلم : محمد أمين
للأسف، أسهل شىء تصفية أى مصنع وأى شركة وأى مزرعة.. وأصعب شىء أن تبنى مصنعا أو تزرع أرضاً.. هذا المقال بلاغ للأجهزة الرقابية ونيابة الأموال العامة.. نحن أمام اغتيال مزرعة على مساحة 60 فدانا من أجود الأراضى الزراعية فى وادى النطرون.. هذه المزرعة بالمناسبة تابعة لجامعة القاهرة وتشرف عليها كلية الزراعة.. وتعتبر مشروعاً بحثياً بين الجامعة وإحدى هيئات التمويل الأمريكية!
فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة المصرية لاستصلاح فدان أرض، لتدبير احتياجات المصريين من الغذاء، نجد اغتيال مزرعة جامعة القاهرة فى وادى النطرون بفعل فاعل.. وهذه التفاصيل منشورة فى صحيفة الأخبار المسائى.. فهل ما نشرته الصحيفة صحيح؟.. هل تم قطع المياه كما ذكر التحقيق الصحفى عن المزرعة بفعل فاعل؟.. وهل كان البند لا يسمح بتوفير السولار؟، وأين تذهب حصة السولار اليومية المخصصة للمزرعة البحثية؟.. ولماذا لم يرد الدكتور محمد الخشت، رئيس الجامعة، على استفسارات الصحيفة، ولماذا يتهربون فى الجامعة، كما ذكر التحقيق؟.. وما هى حدود سلطة عميد زراعة القاهرة أو تورطه فى عملية الاغتيال والتدمير؟!
أين الأجهزة الرقابية من هذا العبث؟.. وكيف تم إهدار 30 مليون دولار فى مشروع التميز وإعادتها لجامعة كورونيل الأمريكية؟.. وهل جرى التحقيق فعلاً فى هذه الوقائع، أم لا؟.. نريد تحقيقاً فى الأمر لاستجلاء الحقيقة؟.. لماذا تم إهلاك المحطات الخاصة بالإنتاج الحيوانى والزراعى، ومن المسؤول عن ذلك؟!
الأخطر من ذلك أن مصادر من الجامعة ذكرت أن المزرعة ليست لها ميزانية منذ إنشائها ولا تقدم أى حساب ختامى لأى جهة، ولا أحد يعرف الوارد والمنصرف لهذه المزرعة، مما أدى لانسحاب جامعة كورونيل من المشروع، وتمت إحالة المشرف على المشروع للتحقيق الإدارى.. وإحالته للجنة التأديب التى قضت بوقفه عن التدريس لمدة عام.. كيف يتم التحقيق فى جريمة جنائية عن طريق مجلس التأديب الإدارى؟!
معلوم أن أى شركة صغيرة تقدم كشف حساب بانتظام وفى نهاية كل عام يتم فحص كل الأوراق لتقديم الحساب الختامى بالإيرادات والمصروفات. وهى أبجدية فى كل مشروع صغيراً كان أو كبيراً.. تخيل منذ خمس سنوات لم تقدم الإدارة أى حساب لأى وحدة من وحدات الإنتاج النباتى أو الحيوانى، أو الورش.. وكأنها ملكية خاصة!
هل تعلم إدارة الجامعة أن الباحثين كانوا يدفعون من مالهم الخاص حتى لا يتم تدمير مشروع التميز؟، وهو المشروع الخاص الذى يربط الخريجين بسوق العمل.. هل يعقل ألا يتم تدريب خريجى الزراعة على فنون الزراعة؟.. وهل يعقل تدمير المشروع وتصفيته دون أن نستفيد من المنحة الأمريكية، المقدمة من جامعة كورونيل؟!
السؤال الأخير: لماذا تخسر المشروعات العامة وتتم تصفيتها واغتيالها، دون تطويرها؟.. ولماذا تكسب أى ورشة صغيرة قطاع خاص؟.. هل المشكلة فى الإدارة أم فى الضمير؟!