بقلم : محمد أمين
من الملفات التى لقيت اهتماماً كبيراً من الدولة والمواطنين مؤخراً ملف الصحة.. فاز الأطباء بلقب الجيش الأبيض، وفاز التمريض من جديد بلقب ملائكة الرحمة.. وكنتُ قد كتبتُ هنا منذ أسبوع عن ملف الصحة فى القليوبية.. وتناولت مستشفى كفر شكر المركزى ومستشفى الجامعة تحديداً.. واهتم الوزير خالد عبدالغفار بما كتبتُه.. ولم تهتم وزيرة الصحة كعادتها، وبالأمس فوجئت بأن رئيس الوزراء شخصياً توجه إلى المستشفى، ومعه مجلس وزراء مصغر، ولم تكن معه وزيرة الصحة.. ومر على مستشفيات القليوبية كلها يراجع موقفها فى خدمة المرضى، ومعه المحافظ!
وقد تشرفت بإجراء اتصال تليفونى أمس بدولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، فى طريق عودته، وسألته عن مستشفى كفر شكر المعطل منذ عام 2015 حتى الآن.. قال سيتم تجربته واختباره بشكل نهائى وفرشه وافتتاحه فى 30 يونيو القادم، للعمل بشكل تجريبى، حيث يتم افتتاحه مع أوائل شهر يوليو للجمهور.. وهذه فرصة لأقول شكرا للدكتور مصطفى مدبولى وفريقه المعاون.. فقد استيقظنا لنكتشف أن الرجل قام بالزيارة، وراح يستكمل زيارة باقى مستشفيات المحافظة.. وهو صائم.. ولم يؤجل هذه الزيارات لما بعد رمضان.. ولكنه ارتدى الكمامة وراح يتابع الخدمة الصحية فى المحافظة البائسة!
فمن حق الدكتور مدبولى أن نشكره، فقد أثبت أنه فى زمن كورونا، كان فريقه يعمل والدولة فى إجازة.. وكان يتحرك بلا كلل أو ملل.. ويتابع ما تنشره الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى، ويحل المشكلات دون ضجيج.. فلم يرسل وزيرة الصحة للمستشفى، ولم يطلب منها رداً على ما كتبناه، ولكنه ذهب بنفسه وأجاب بنفسه على تساؤلات الصحافة، ووعد بافتتاحه فى أحسن صورة.. حتى إن أطباء المستشفى لم يصدقوا، وطالبوا بتجهيزه بالأجهزة الحديثة، وتوفير الكوادر الطبية اللازمة لخدمة المستشفى.. فلا يعقل أن يكون المستشفى على اعلى مستوى، ولم يجد من يقدم الخدمة له من الكفاءات!
فليس عندى أدنى مشكلة أن أشكر الحكومة إذا أحسنت واجتهدت.. وليس عندى أى مشكلة فى تشجيع أى جهة بشرط أن تقدم عملاً ملموساً للجمهور.. الأًصل هو خدمة الوطن.. فقد صبر الناس خمس سنوات وترددوا على العيادات الخاصة هنا وهناك للحصول على الخدمة الصحية، ودفعوا دم قلوبهم.. وجاء اليوم ليجدوا بوادر خدمة راقية أشاد بها الأطباء أنفسهم، والقاعدة أن من يملك شجاعة النقد، ينبغى أن يمتلك شجاعة المدح ايضاً!
وأخيراً، أود التأكيد على أهمية ثقافة الصيانة لحماية ثروة البلاد.. فقد نبنى مستشفى على أعلى مستوى ولا نقوم بصيانته، ولا صيانة أجهزته بانتظام، وهنا يتحول المستشفى بمرور الزمن إلى خردة ويتم تكهينه.. وبالتالى فمن المهم تعيين إدارة كفؤة تحافظ على نضارة المبنى والأجهزة، وتشيع ثقافة صحية جيدة فى المنطقة.. وهى مسألة لا تقل أهمية عن عملية البناء نفسها