بقلم : محمد أمين
كلنا حاليًا فى مرحلة اختبار.. الحكومة والفنادق والمنشآت السياحية والعاملون فى قطاع السياحة.. وأرجو أن ننجح فى الاختبار، خاصة بعد توالى وصول السيّاح الوافدين من أوكرانيا وبيلاروسيا وسويسرا، بعد عودة حركة الطيران أول يوليو.
وزير السياحة خالد عنانى يضع يده على قلبه حتى تمر الأسابيع القادمة.. لأن عودة السياحة الوافدة صفر إصابات تعنى أن حصة مصر من تورتة السياحة سوف تسعد كل العاملين فى المجال.. ومعناه أن الجميع نجح فى الاختبار وحافظ على الإجراءات الاحترازية، وحافظ على ضيوف مصر، وراعى صحتهم وأحوالهم، ولم يعرض أحدًا لأى متاعب صحية.. لأن خطأ موظف واحد يمكن أن تدفع ثمنه مصر كلها!.
إن السياحة الآن تلتقط أنفاسها بعودة الرحلات إلى مصر من شرق أوروبا.. والعالم كله ينتظر أن يمر هذا الاختبار بسلام.. وقد سمعت أن وزير السياحة يوافى وزير الخارجية يوميًا بكشف عن حالة السياح، وبالتالى هناك حكومات تراقب وتتلقى هذا الكشف.. وتجهز رحلات إضافية أو تغلق الحنفية، لا قدر الله!.
وحتى الآن الأمور تسير فى سياقها الطبيعى.. والوزير عنانى لديه شعور بالتفاؤل والأمل، ويتواصل مع الجميع، ويشدد على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى، وقد يزور شرم الشيخ والغردقة غدًا أو بعد غدٍ ليتابع على الطبيعة.. وإن كانت المؤشرات تؤكد حرص الفنادق على تطبيق صارم للإجراءات.. فالوزير لا يفعل ذلك لعائد شخصى أبدًا.. ولكنه يسعى لكى تنجح مصر فى معركة استقطاب السياحة العالمية، ويفعل ذلك حتى لا يذوق قطاع السياحة مرارة الخسارة مرة أخرى!.
وبالتأكيد فإن عودة السياحة إلى مصر تؤكد ثقة هذه البلدان فى سمعة مصر وقدرتها على التعامل مع ضيوفها صحيًا وسياحيًا.. والتزامها بالإجراءات الاحترازية التى تتخذها مصر لمواجهة تفشى فيروس كورونا.. وقد سمعت من الوزير نفسه أنهم يقارنون نسبة الإصابة بعدد سكان شرم، وليس عدد سكان مصر، على اعتبار أن السياحة مفتوحة فى شرم الشيخ والغردقة، وليس كل مصر!.
والمعنى أن مصر تتصرف بذكاء مع السائح الأجنبى القادم إليها.. لا لكى تخدعه، ولكن لكى تطمئنه وتبث فى نفسه الثقة أنه سوف يلقى رعاية أكثر من دولته الأم.. وأنا أدعم مصر، وأرى أن مصر هى قِبلة السياحة العالمية الآن.. فقد كانت تجربة مصر مع فيروس كورونا مثار اهتمام منظمة الصحة العالمية!.
وبالمناسبة، فإن مصر لا تنفرد بالسائح الذى يزورها، كما أن هذا السائح ليس تحت رحمة ما تقوله له مصر.. فهناك اجتماعات مستمرة مع سفراء الدول المصدرة للسياحة وهم يتابعون الموقف عن كثب.. ثم إنهم يبدون ملاحظاتهم ويتم التعامل معها، بهدف تذليلها وحل المشكلات أولًا بأول!.
وأخيرًا، أتمنى أن تنجح خطة وزارة السياحة فى «لحظة الاختبار»، وأن تعبر مصر إلى شاطئ الأمان.. فإن نجاحَ الوزارة نجاحٌ لمصر وقبلة حياة للفنادق حتى تتجاوز خسائرها على مدى عقد من الزمان!.