بقلم : محمد أمين
فى الوقت الذى اشتعلت فيه حرب التصريحات بين طهران وواشنطن عقب اغتيال قاسم سليمانى، نفذت مصر عملية برمائية كبرى بالبحر المتوسط بمشاركة قوات جوية وأسلحة مختلفة، فى القلب منها القوات البحرية، يقودها رئيس الأركان من البحر ومعه قائد القوات البحرية.. وهذا معناه أن مصر لا تتكلم كلامًا مرسلًا، وإنما تتخذ قرارًا بالحرب!.
وقد شاهد المتابعون أربع دقائق من الرعب فى عرض البحر المتوسط، فى إشارة إلى أن من يفكر سوف يذوق وبال أمره.. وكانت رسالة بعلم الوصول للديك التركى، بأن الميسترال لم تخرج لتؤدى ألعابًا بهلوانية فى البحر المتوسط.. وتزامن ذلك مع قرار البرلمان الليبى بإلغاء مذكرات التفاهم مع أردوغان، وإحالة السراج وحكومته للقضاء بتهمة الخيانة العظمى.. ليفقد الأتراك أى شرعية لهم فى ليبيا.. مما يجعلهم طعمًا لأسماك المتوسط، حال عودتهم مرة أخرى.
حديث الميسترال أفضل من ألف خطاب وألف بيان وألف تهديد.. سيظل هناك فرق بين الكلام والفعل كالفرق بين السماء والأرض.. وهذه هى المعانى التى أراد الرئيس السيسى أن تصل للسلطان العثمانى.. فليس معنى أنه لم يواجهه أحد فى سوريا، أن يأتى إلى ليبيا ثم يعود كما جاء.. وهذه هى الميسترال لمن كان يسأل: لماذا نشترى الميسترال؟.. فهل مازال يسأل حتى الآن؟.
كانت هذه هى أسئلة الإخوان الخونة الذين لا يحبون جيش مصر لأنه حطم أحلامهم فى حكم البلاد.. وكانت هذه هى رذالاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى.. الآن يعرفون الفرق بين الوطن والجماعة مرة أخرى.. لقد كان الرئيس السيسى بعيد النظر حين فكر فى وقت مبكر لتأمين حدود مصر البحرية وثرواتها النفطية فى البحرين الأحمر والأبيض.. كان ذلك قبل أن تظهر سخافات السلطان العثمانى.
هذا مشهد بسيط حرك المياه الراكدة، وشجع من كان مترددًا فى نصرة ليبيا العربية لدعمها، وناقش علانية إرسال القوات لها.. لأن مصر وقفت فى المقدمة بلا خوف ولا تراجع.. كأنها ترى النصر أمام عينيها.. ويا سلام حينما يشارك جيش مصر باستخدام أسلحة متطورة، ستكون «علقة» لتركيا لا تنساها على مر التاريخ!.
وختامًا ليعلم الديك التركى المغرور أنه سيعود مكسورًا مهيض الجناح.. وحفظ الله جيس مصر وأيده بالنصر المبين. آمين آمين.