بقلم : محمد أمين
السؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل استعد القطاع السياحى لما بعد كورونا؟.. هل استغل القطاع أيام الحظر لإعادة ترتيب البيت من الداخل؟.. وبالتأكيد فإن هذا القطاع يعانى من الإغلاق الكامل للمطارات وحركة الطيران والبشر.. وليست هذه هى أول تجربة سيئة يمر بها، فقد عانى من قبل وعاش ظروفاً مماثلة بعد الثورة.. وكانت الأمور تخص مصر فقط!
والآن الأزمة عالمية.. وهذا فى حد ذاته هو الأمل، خصوصاً أن مصر فى أفضل الحالات مقارنة بالعالم من حولها.. وأظن أن الوزارة تستعد لموسم جيد بعد الكورونا، وأعتقد أن العالم بعد الحظر يريد أن يخرج ويتمتع ويعوّض حالة الاختناق التى عاشها فى الحظر، وأول قبلة سياحية مقبولة لهم هى مصر!
لا أعرف ترتيبات وزارة السياحة على وجه التحديد طبعاً.. لكننى أعرف همّة الوزير خالد العنانى، فقد كان يحاول أن يتحدى نفسه، لتحقيق معدلات غير مسبوقة.. ومن حُسن حظه أنه قد أضيفت إليه وزارة السياحة والآثار، وهى من المرات النادرة.. وكان يحاول جاهداً التواصل مع سفراء المجموعة الأوروبية، لتحقيق أعلى معدل للسياحة فى تاريخها..
وكنتُ التقيت الوزير العنانى فى المتحف القبطى لترتيب مسار العائلة المقدسة.. وسألته عن طموحاته، فقال: ربنا يوفقنا.. وكان ذلك قبل الكورونا، فقلت له إن شاء الله.. وأحسست أن الوزير الذى يعمل حساباً أفضل من الوزير الذى يدعى أنه يستطيع أن يفعلها بأصابع قدمه!
ولابد أن د. خالد العنانى استغل أيام الحظر لتجهيز الفنادق والمنتجعات السياحية، وسؤالى فى البداية لا يبحث عن إجابة، ولكنه متأكد من الإجابة.. وأى وزير يحاول أن يقدم أقصى ما لديه الآن، لأن الرئيس يجرى فى كل مكان ويسأل عن كل شىء.. ويريد وزراء جاهزين مستعدين، لا وزراء نائمين.. والعنانى واحد من نشطاء الوزارة فعلاً.. ويبذل مجهودًا مقدراً.. وكان يستعد لافتتاح المتحف المصرى الكبير ومتحف الحضارة، بما تعود به هذه المتاحف العالمية الكبرى من أثر على الدخل القومى ومعدلات السياحة إلى مصر!
والأمر لا يقتصر على اهتمام وزير السياحة فقط، ولكن الرئيس نفسه قد طالب القطاع بأن يكون جاهزاً بعد عودة الرحلات وحركة الطيران، وقدم حزمة مساعدات لمساندة قطاع السياحة.. وأتمنى أن تأخذ مصر حصتها من كعكة السياحة العالمية، خاصة أنها دولة غنية بالمقاصد السياحية والآثار، وإذا كانت الدولة قد قامت بواجبها فهناك التزام على القطاع الخاص ناحية الدولة والمشاركة فى الدخل القومى بقدر كبير!
قطعاً سوف تنتهى الأزمة، وتعود الأمور إلى مجاريها، وقطعًا هناك إجراءات لرفع كفاءة المنشآت الفندقية.. الأهم أن تنطلق بقوة بعد العودة فتأخذ نصيبها من الحجوزات.. ولا يخفى على الدكتور العنانى أهمية التسويق والتدريب.. فالعنصر البشرى أساسى فى عملية التنمية السياحية أولاً وأخيراً!