توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر الآباء المؤسسين

  مصر اليوم -

آخر الآباء المؤسسين

بقلم : محمد أمين

رحم الله الأستاذ عباس الطرابيلى شهيد الكورونا، وآخر جيل الآباء المؤسسين لمدرسة الوفد الصحفية.. نعم كان الوفد مدرسة فى الوطنية والحريات وحقوق الإنسان.. أتحدث عن الوفد حزبًا وصحيفة.. كما كان يحلو له أن يقول.. وربما كان الراحل الكريم يحب أن يرى ما أكتبه عنه فى حياته ولكنه فارقنا ولم أفعل، فقد كنت أخشى أن يعد ما أكتبه رثاء وهو مازال يملأ الدنيا كتابة وتنويرًا وحياة!.

وربما يستغرب البعض أن الأستاذ عباس كان يكتب فى أمرين وأجادهما، وهما التاريخ والطبيخ.. وكنت حين أسمعه يشرح أشعر بالجوع وأقول له، فيقول «ابلع ريقك».. رحم الله شيخًا من شيوخ الصحافة دافع عنها وتكيف مع كل ظروفها، وكانت آخر كلماته عن الرقيب الذى كان يقيّد الصحف فى عصر عبدالناصر.. حتى جاء السادات وألغى الرقابة وعيّن رؤساء التحرير رقباء، فنشأت الرقابة الذاتية!.

والتفسير عندى فى كتابته للتاريخ والطبيخ أنه كان يهرب حتى تعدى الموجة.. ونحن نعرف أن الصحافة عاشت موجات سياسية وتأثرت بها.. وقد كنت أتكلم معه فى الفترة الأخيرة بين وقت وآخر كنوع من الاطمئنان أو الاستئناس برأيه، فيقول أنا تركت لكم السياسة وذهبت للتاريخ لأكتب براحتى!.

وكنت أقول له والتاريخ كله سياسة، فيقول تستطيع أن تتحايل يا مولانا وتقول كل شىء.. وأعترف بأنه كان ذكيًا ليّنًا يعرف كيف يتعامل مع الناس والأحداث، دون أن يعكر صفو حياته شىء، وكنت أفكر فيما يفعل وأتوقع له أن يعيش طويلًا، لأنه لا يحمل فى نفسه شيئًا، ويأكل ما يشاء!.

ولا أنسى حين كتب مقاله صبيحة وفاة فؤاد باشا «مات الباشا عاش الوفد»، وكان معناه أن نفكر فى الوفد، وكان أول من انحاز إلى الدكتور نعمان جمعة، فانفرد برئاسة تحرير الوفد، بعد أن كانت رئاسة الوفد مشاركة مع الكاتب الراحل سعيد عبدالخالق.. الذى أقاله الدكتور نعمان فى أول يوم لفوزه برئاسة الوفد.. وعبر الوفد من أزمته الطارئة، وجمع الأستاذ عباس شباب الوفد حوله، وأحسسنا بروح الأسرة، فالرجل يكلم بيته وأولاده أمامنا، ويطلب بعض الطعام من البيت القريب منا، ويقدمه للحضور بلا استثناء!.

وكان ينتهز أى فرصة ليشرح لنا فكرة تأسيس الوفد، ولماذا مكّنه الباشا من الإشراف المالى والإدارى على الصحيفة؟.. وكان أمينًا على أموال الوفد، يقتصد فى صرفها كدمياطى.. ومات الباشا والوفد له ودائع كبيرة فى البنوك.. وكان الاقتصاد عند «الطرابيلى» يرتبط بحياة الناس، ويذهب إلى سوق سليمان جوهر ويرجع يكتب عن الطماطم والبطاطس وكنت أسأله عن ذلك، فيقول: الصحافة هى ما يهم الناس، وظل على هذا المفهوم حتى آخر أيام حياته.. يهتم بالأسعار والدولار، ويرى أن الصحافة الإنسانية والاجتماعية ممكنة، ويكتب عن المطبخ ببراعة لافتة لجمهور قرائه من النساء!.

ونجح فى إيجاد مساحات أخرى له ككاتب يومى، خارج الإطار المعروف فلجأ إليها، كلما علت الموجة ذهب إلى التاريخ والمطبخ!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر الآباء المؤسسين آخر الآباء المؤسسين



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon