بقلم : محمد آمين
أثق أن القيادة السياسية سوف تجد حلاً لهذا الحصار الغريب على حدود مصر من الشرق والغرب ومن الجنوب.. وأثق أيضا فى قدرات مصر على حماية حدودها على طول الزمن.. الصورة أمامى الآن أشبه بلعبة شطرنج، وهناك من يريد أن يقول «كش ملك».. ليست أول مرة تعيش مصر لحظة من هذا النوع.. ولكنها انتصرت فى ظروف وإمكانيات أقل من هذه الظروف التى نعيشها الآن.. وسوف ننتصر أيضا فى هذه المرة ودائماً بإذن الله.
نحن فقط نحتاج إلى سرعة فى الحركة وعدم التأخير فى اتخاذ القرار.. مثلاً تحويل مصر قضية سد النهضة إلى مجلس الأمن تأخر كثيراً.. والدبلوماسيون يقولون أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى.. وأنا لست دبوماسياً ولا رجل حرب أيضاً.. مجرد مواطن لديه معطيات يتصرف على أساسها ولديه رغبة فى التفكير فقط.. هل كنا نخشى من استعداء إثيوبيا مثلاً لو ذهبنا لمجلس الأمن؟.. هل كان ذلك يخل بالنوايا الحسنة لمصر؟.. هل كانت إثيوبيا لديها نفس النوايا الحسنة؟!
نريد حواراً وطنياً يقف فيه المصريون خلف قيادتهم فى ظروف صعبة للغاية.. ولا بد من توحيد الصفوف.. ولابد من شرح كل المواقف للمصريين قدر المستطاع وقدر المسموح به، لأن هناك من يشرح لنا الموقف بطريقته ولا يصح أن ندخل معركة بشروحات معادية؟.. هذه هى اللحظة التى ينبغى أن تتوحد فيها الصفوف.. لا نريد كلاماً عن الأمن القومى.. نريد شرح السياسات ونريد جبهة داخلية متماسكة.. ونريد أحزاباً نشطة ومجلس نواب على قدر اللحظة!
هناك رسائل مثلاً عن تفقد الرئيس لوحدات وعناصر المنطقة الغربية العسكرية أمس، وذلك بحضور القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.. هل هو تلويح بالحرب؟، أم اطمئنان على جاهزية القوات المسلحة لتنفيذ أى مهام؟.. كلاهما يؤدى نفس المعنى ويرسل رسائل معينة.. ولابد أن يكون الشعب مستعداً لأى احتمالات مع الجيش تماماً.. والحل فى إعلام يشرح وينصح، وليس مجرد إعلام تعبئة!
قال الرئيس إن الجيش المصرى من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد.. يحمى ولا يهدد.. وقادر على الدفاع عن «أمن مصر القومى» داخل وخارج حدود الوطن.. وهو كلام مهم للغاية.. وهو رسالة بعلم الوصول بعد تحويل ملف سد النهضة لمجلس الأمن.. وهو رسالة أيضاً لتركيا التى تبنى القواعد فى ليبيا، وتنقل قواتها إلى طرابلس العاصمة.. وإذا كانت مصر لا تريد الحرب فإن ما يجرى حولنا يجرنا إلى الحرب!
وكان الله فى عون الرئيس الذى يدير الوطن فى وقت صعب للغاية.. ولاعب الشطرنج أمامه كل القطع ملك ووزير وطابية وفيل، وحصان، عليه أن يكسب جولته!