توقيت القاهرة المحلي 02:34:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عائدة إلى الحياة!

  مصر اليوم -

عائدة إلى الحياة

بقلم : محمد أمين

فى زمن الكورونا قصص كثيرة سوف تقرأها عن إصابات على مستوى العالم.. نجوم ورؤساء ورؤساء وزارات.. ووزراء صحة أيضاً.. لكنك لن تقرأ قصة إنسانية متكاملة من داخل الحجر الصحى إلا التى سجلتها وكتبتها الزميلة الرائعة غادة عبدالحافظ من المنصورة.. فقد التقت «دينا» العائدة من الحجر الصحى وهى ترتدى القفاز الطبى والكمامة.. وراحت تسمعها وتحكى لنا التفاصيل فى هذه القصة الإنسانية!

تحكى «دينا» أن زوجها محمد يوسف رجع من إيطاليا أول مارس وكان عنده حساسية صدرية، وأخذ دور برد، واضطر للرجوع إلى إيطاليا، وما أدراك ما هى إيطاليا الآن؟.. وهناك تعب أكثر وأصيب بالكورونا، ثم عاد إلى مصر.. وكانت هى التى تخالط زوجها، لرعايته، فأصيبت هى الأخرى ودخلت العزل.. وفى العزل عاشت ظروفاً صعبة للغاية، حتى جاءت التحاليل سلبية، والمفاجأة أنها حين عودتها نبذها المجتمع!

أحست دينا بالحصار، فلا أحد يزورها ولا يقترب منها، رغم سلبية التحليل.. وكأن أهل القرية علموا البيت بأنه «بيت الكورونا».. فالزوجة كانت مصابة والزوج كان مصابا وعائدا من إيطاليا.. وراحت دينا تتذكر الأيام التى كان يشعر فيها أحد بالبرد كانت القرية كلها تزوره، وكان كلما ذهب مريض إلى المستشفى يكون مسخة القرية.. وتتساءل: ماذا حدث للناس؟.. هل كنا نعاملهم كما يعاملوننا؟.. كيف تغيرت الطباع إلى هذا الحد؟

وتقول دينا إنها قضت أربعة أيام فى العزل فى حالة رعب بمستشفى الصدر بالمنصورة.. عاشت وحدها فى المستشفى لا تعرف أحداً ولا يعرفها أحد.. ولولا أن الأطباء خففوا عنها، وتعاملوا معها معاملة محترمة لكانت قد أصيبت بالاكتئاب.. فالعنبر كان كبيراً وفيه سراير متباعدة عن بعضها!

وفى اليوم الثانى جاءت حالتان وتم أخذ العينات.. وكانت كل حالة تخشى من مخالطة الحالات الأخرى.. فقد تكون إحداها مصابة فتعديها.. وكانت نقطة النور فى القصة كلها حضور الأطباء الذين يضحكون معهم ويبشرونهم بالعودة كويسين أحسن من الأول إنشاء الله!!

ولم تكن دينا مشغولة بنفسها فى العزل، ولكنها كانت مشغولة بأسرتها وزوجها والعائلة كلها.. لكنها حين عادت إلى البيت شعرت بقسوة الناس والهرب منها.. مع أنها سليمة.. إلا أن «غادة» ذهبت لتجلس معها وتخفف عنها، وتعرف أنها قد تعافت من كل شىء..

وأتذكر الآن الرئيس بوتين الذى راح يطمئن على المصابين فى الحجر.. وذهب إلى هناك، وارتدى الزى الطبى الواقى، واصطحب الطبيب دون أن يخشى شيئاً.. وهكذا فعلت «غادة» بجسارة كبيرة لتنقل لنا يوميات دينا فى الحجر الصحى.. وبرغم أنها كانت مؤلمة إلا أنها بشرتنا بأن البعض يتعافى ويخرج بالزغاريد ليصطدم بمشاعر قاسية فى الحياة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عائدة إلى الحياة عائدة إلى الحياة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon