توقيت القاهرة المحلي 06:11:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسافات الآمنة!

  مصر اليوم -

المسافات الآمنة

بقلم : محمد آمين

هذه نصيحة ذهبية ينصح بها الأطباء للوقاية من فيروس كورونا الآن، وهى المسافات الآمنة، وقد حددوها بمتر بين كل إنسان وآخر.. وفى الحقيقة نحن في حاجة إلى هذه المسافة الآمنة في كل العلاقات، وأقصد المسافة المعنوية أيضاً.. فهناك علاقات تفسد بالاختلاط الزائد.. وهناك علاقات تفسد بالجفاء أيضاً.. ومعناه أن المسافة ينبغى أن تكون آمنة.. فلا يجب أن تكون كبيرة فتقطع العلاقات، ولا قريبة فتقطعها أيضاً بالإهمال وتصلب شرايين الحب!.

نعرف أن هناك مسافة آمنة بين كل سيارة وأخرى حتى لا يحدث الاصطدام وتقع الحوادث على الطرق السريعة.. وهناك مسافة آمنة بين بناء المنازل وحرم أبراج الضغط العالى.. فلا يصح أن تعتدى على هذه المسافة فتبنى في أحضان البرج فتموت مصعوقاً.. وفى القيادة لا ينبغى إهمال المسافات الآمنة فتقع الحوادث.. وهذه المسافة ليس مقصوداً منها أن تكون بين الأصدقاء فقط، ولكن بين الأزواج والأبناء أيضاً، حتى تستطيع إدارة العائلة بروح طيبة.. لا تقرب أحداً ولا تستبعد أحداً!.

النصيحة: اتركوا مسافة بينكم وبين من تحبونهم أيضاً.. فإلغاء المسافات قد يدمر العلاقات من أصلها.. لا أتحدث الآن عن الإصابة بفيروس كورونا، وإنما أتحدث عن الفيروسات الاجتماعية المسببة لقطع العلاقات من جذورها.. وعائلات كثيرة تصاب بالملل من الاقتراب، وتصاب بالتجلط من الابتعاد ويحدث الطلاق في الحالتين، الحب هو ذكاء المسافات!

فلا تغب طويلًا حتى لا تُنسى، ولا تقترب أكثر فتفقد اللهفة.. تقول أحلام مستغانمى «لا تضع حطبك كله في موقد من تحب، ولكن أن تبقيه مشتعلاً بتحريك الحطب، دون أن يلمح الآخر يدك التي تحرك مشاعره.. فلا حبَّ يتغذَّى مِن الحرمان وحدَه، بل بتناوُب الوصْل والبِعاد».. الحب كده: وصال ودلال ورضا وخصام. وإدارة المسافات فن.. وهى أن تعرف متى تقترب ومتى تبتعد؟!.

وقد حاولت أن أنسحب من علاقات إنسانية عديدة.. لأنها أصبحت علاقات باردة.. بالإهمال والأعذار والأكاذيب.. وهو شىء لا يحسه أي أحد غيرك.. وكنت في كل مرة لا أعرف كيف أتصرف دون أن أتسبب في ألم من أي نوع.. هل أقولها صريحة أم أرسل رسالة تليفونية أو رسالة على واتس آب؟.. ولكن في كل مرة يرجع صاحبنا أكذب من الأول، وأنه يحتاج للدعاء.. أنا أعرف متى يكذب أصدقائى وأبتسم.. وأعود بسهولة وكأن شيئاً لم يكن، فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلًا أن تعد معايبه؟ كما يقول الشاعر العربى الكبير!.

فالنصيحة هي لا تقتحم المسافات على أحد بدعوى الحب.. ولا تقطع المسافات على من تحب بدعوى الانشغال الكاذب، إنه فن إدارة المسافات الآمنة.. والله سبحانه وتعالى نظم الكون كله بضوابط المسافات الآمنة والشمس والقمر، كل في فلك يسبحون!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافات الآمنة المسافات الآمنة



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon