توقيت القاهرة المحلي 09:50:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسافات الآمنة!

  مصر اليوم -

المسافات الآمنة

بقلم : محمد آمين

هذه نصيحة ذهبية ينصح بها الأطباء للوقاية من فيروس كورونا الآن، وهى المسافات الآمنة، وقد حددوها بمتر بين كل إنسان وآخر.. وفى الحقيقة نحن في حاجة إلى هذه المسافة الآمنة في كل العلاقات، وأقصد المسافة المعنوية أيضاً.. فهناك علاقات تفسد بالاختلاط الزائد.. وهناك علاقات تفسد بالجفاء أيضاً.. ومعناه أن المسافة ينبغى أن تكون آمنة.. فلا يجب أن تكون كبيرة فتقطع العلاقات، ولا قريبة فتقطعها أيضاً بالإهمال وتصلب شرايين الحب!.

نعرف أن هناك مسافة آمنة بين كل سيارة وأخرى حتى لا يحدث الاصطدام وتقع الحوادث على الطرق السريعة.. وهناك مسافة آمنة بين بناء المنازل وحرم أبراج الضغط العالى.. فلا يصح أن تعتدى على هذه المسافة فتبنى في أحضان البرج فتموت مصعوقاً.. وفى القيادة لا ينبغى إهمال المسافات الآمنة فتقع الحوادث.. وهذه المسافة ليس مقصوداً منها أن تكون بين الأصدقاء فقط، ولكن بين الأزواج والأبناء أيضاً، حتى تستطيع إدارة العائلة بروح طيبة.. لا تقرب أحداً ولا تستبعد أحداً!.

النصيحة: اتركوا مسافة بينكم وبين من تحبونهم أيضاً.. فإلغاء المسافات قد يدمر العلاقات من أصلها.. لا أتحدث الآن عن الإصابة بفيروس كورونا، وإنما أتحدث عن الفيروسات الاجتماعية المسببة لقطع العلاقات من جذورها.. وعائلات كثيرة تصاب بالملل من الاقتراب، وتصاب بالتجلط من الابتعاد ويحدث الطلاق في الحالتين، الحب هو ذكاء المسافات!

فلا تغب طويلًا حتى لا تُنسى، ولا تقترب أكثر فتفقد اللهفة.. تقول أحلام مستغانمى «لا تضع حطبك كله في موقد من تحب، ولكن أن تبقيه مشتعلاً بتحريك الحطب، دون أن يلمح الآخر يدك التي تحرك مشاعره.. فلا حبَّ يتغذَّى مِن الحرمان وحدَه، بل بتناوُب الوصْل والبِعاد».. الحب كده: وصال ودلال ورضا وخصام. وإدارة المسافات فن.. وهى أن تعرف متى تقترب ومتى تبتعد؟!.

وقد حاولت أن أنسحب من علاقات إنسانية عديدة.. لأنها أصبحت علاقات باردة.. بالإهمال والأعذار والأكاذيب.. وهو شىء لا يحسه أي أحد غيرك.. وكنت في كل مرة لا أعرف كيف أتصرف دون أن أتسبب في ألم من أي نوع.. هل أقولها صريحة أم أرسل رسالة تليفونية أو رسالة على واتس آب؟.. ولكن في كل مرة يرجع صاحبنا أكذب من الأول، وأنه يحتاج للدعاء.. أنا أعرف متى يكذب أصدقائى وأبتسم.. وأعود بسهولة وكأن شيئاً لم يكن، فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلًا أن تعد معايبه؟ كما يقول الشاعر العربى الكبير!.

فالنصيحة هي لا تقتحم المسافات على أحد بدعوى الحب.. ولا تقطع المسافات على من تحب بدعوى الانشغال الكاذب، إنه فن إدارة المسافات الآمنة.. والله سبحانه وتعالى نظم الكون كله بضوابط المسافات الآمنة والشمس والقمر، كل في فلك يسبحون!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافات الآمنة المسافات الآمنة



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon