بقلم : محمد أمين
ربما أكتب كلامًا لا يعجبكم.. ما شأن كامل الوزير بحادث القطار 934؟.. لماذا قامت عليه القيامة فجأة؟.. تكلموا عن القسوة فلا مانع.. وتكلموا عن الإنسانية الضائعة.. لكن ألا تلاحظون أن الأمور كانت فيها مبالغات كثيرة؟.. ألا تلاحظون أن الكلام عن استقالة الوزير، كان بلا سند؟.. ربما يستقيل فى مناسبة أخرى، ولكن لا يوجد سبب حقيقى للاستقالة فى حادثة القطار!.
هذا المقال «ليس» دفاعًا عن كامل الوزير.. فأسهل شىء أن أسير مع الجمهور.. وبالتالى فالكتابة هنا نوع من النفاق، أو المحاكاة المقززة.. ويدهشنى أن الجمهور أصبح يثور فجأة، حتى إنه لا يرى الحقيقة.. ولا يرى أن هناك من يحركه مثل عرائس الماريونيت.. ولا يصح أن يتحرك الكاتب هكذا مع القطيع.. مهمتى هى التنوير، بغض النظر عن الأشخاص أو الأحداث!.
أعرف أن «حالة الغضب» كانت بلا سقف.. ولكن ما علاقتها باستقالة وزير النقل؟.. اصبروا الاستقالة واردة فى هذه الحادثة، أو غيرها، ولكن هل تحل الاستقالة المشكلة؟.. الوزير لم يطلب من الكمسارى أن يلقى بالشباب من الباب أو الشباك.. لم يكن معهم فى الرحلة.. حتى الكمسارى لم يفعل إلا واجبه.. طلب التذكرة فلم يكن معهما، قال: خلاص تتصرف شرطة القطار!.
أعتقد أن الإجراء الذى فعله الكمسارى طبيعى.. سيحدث كل يوم.. راكب ليس معه تذكرة.. الحل هو المحضر.. هنا قفز الراكب فى لحظة «تهدية».. كثيرون ينزلون من القطار فى التهدية دون أن يطلب منهم أحد تذكرة.. دون أن يكون ذلك نوعاً من الهروب.. ركاب القطارات يعرفون أماكنها.. ينزلون فى اتجاه القطار، وليس العكس.. و«المستجدون» يقعون على الأرض!.
النيابة أمس وجهت للكمسارى تهمة «القتل بالترويع».. وقالت إنه أجبر الشابين على القفز، خوفاً من تسليمهما إلى الشرطة.. كان الرجل يؤدى عمله.. ليس أمامه خيار ثالث.. الدفع أو المحضر.. والذين يفيضون إنسانية لم يدفعوا التذكرة.. والذين يبكون على الغلابة، لم يفعلوا شيئاً.. لم يقل أحدهم: اتفضل التذكرة.. هؤلاء يزيطون فقط، ولم يتطوعوا بالشهادة!.
دعونى أختلف مع بعض الزملاء، الذين علقوا المشنقة لكامل الوزير.. فما ذنب الوزير بالضبط؟.. ما علاقته بالحادث أصلاً؟.. لقد كان الرجل عند حدود مسؤوليته.. وقال سنحاسب الكمسارى إذا أخطأ.. لكنهم طالبوا الوزير بأن يستقيل.. وهى «شجاعة مشكوك فيها».. قال: سأستقيل إن كانت الاستقالة حلاً، وسأعتذر لأهل «شهيد التذكرة»، وسأدفع لهم التعويض فوراً!.
باختصار، لا تتعجلوا استقالة كامل الوزير.. إنها «مأساة كمسارى».. لم يتسامح.. لأن الهيئة أيضاً لا تتسامح معه.. هذه هى المشكلة بالضبط.. ولدعاة الإنسانية أقول: فى الإسماعيلية يصرخون بسبب قرارات التقنين.. وللأسف لن نلتفت إليهم الآن، ولكن ربما بعد وقوع كارثة!.