بقلم : محمد أمين
لا أتخيل صدور قائمة واحدة ووحيدة فى مجلس الشيوخ، وتكون عندنا انتخابات وتكون عندنا ديمقراطية.. ولا أتخيل موقف الوفد فى انتخابات مجلس الشيوخ، ولا أريد أن أتخيل أن يكون ترتيبه بين الأحزاب المصرية هكذا، وهو حزب المائة عام!.. كيف قبل الوفد عدة مقاعد فى قائمة لا يترأسها، ولا يقودها؟.. لقد أبلغنى بعض الأصدقاء الوفديين أن الوفد حصل على مقعد واحد فى إحدى القوائم.. لم أتخيل حتى أعلنت اللجنة العليا للانتخابات غلق باب الترشح، وأعلنت القوائم المرشحة، وتبين بالفعل صدق ما قالوا.. فكيف يقبل قيادات الوفد هذا الوضع المتدنى؟ وكيف يقود قائمة التحالف حزب ناشئ اسمه مستقبل وطن؟!.
لا أعرف حقيقة ثقل حزب مستقبل وطن فى الشارع، حتى يتولى إعلان القوائم وترتيبها، ولكن يبدو أن حجم الوفد قد تضاءل إلى الحد الذى يُنبئ بأن الوفد يعيش أيامه الأخيرة.. وكان أولى به أن يعيش بكرامته من أن يدخل فى تحالف بمقعد هنا ومقعدين هناك!.. فقد كان الوفد مؤهلًا لأن يكون الحزب الذى يشكل الحكومة بعد ثورة 25 يناير.!
ولكن يبدو أن قيادات الوفد انشغلت فى البحث عن الأَضواء والمكاسب الخاصة والمقاعد النيابية، وهو أمر ضار جدا بالحياة السياسية والبرلمانية.. وضار جدًا بمستقبل الوفد أساسًا.. ولو أن هناك من يفهم سياسة لكان قد تولى دعم الوفد باعتباره حزب مصر كلها، ومن المهم أن يعيش مائة عام أخرى.. لا يعنينى أن يتنفس، ولكن يعيش بكرامته لأنه دليل على أن مصر مارست الديمقراطية ذات يوم، وكان عندها الحزب الأعرق فى الشرق كله وصولًا إلى الهند والصين!.
بالتأكيد ستنتهى الانتخابات بأى طريقة، ويدخل حزب الوفد مجلس الشيوخ، كما دخل مجلس النواب، ولن تسمع له صوتًا ولا همسًا لأنه لم يدخل بإمكانياته ولا بمكانته، ولكنه دخل عن طريق تربيطات وتحالفات سمحت له بالوجود الأقرب إلى التعيين، وهو الطريق الأقصر لممارسة الديمقراطية الآن!.
وقد اندهشت أكثر حين طالعت قوائم لا أعرف مصدرها عن نماذج المبشرين المائة بالتعيين فى مجلس شيوخ مصر، وكلها من الأسماء «المزمنة» التى نحفظها فى كل زمان وكل عصر.. وهى التى يتم ترشيحها فى كل مناسبة، وأظن أنهم لا يصلحون فى اتحاد ملاك العمارات التى يسكنونها.. وقد تبددت دهشتى حين قرأت بعض الأسماء التى تتصدر قوائم تحالف من أجل مصر لخوض الانتخابات!.
وللأسف فقد حاولت أن أفهم شيئًا من حديث الأخ الصديق حسام الخولى فى لقائه بقناة «الحياة»، باعتباره مهندس هذا التحالف، فلم يقنعنى، لماذا هذه الأحزاب بالذات، ونسب المشاركة؟.. وبالتأكيد فكلامه جميل ومرتب ومنظم لكنه لا يضيف شيئًا يقنع المتلقى، فهو فى الآخر كلام سياسى ودبلوماسى، ولو كان مازال عضو الهيئة العليا للوفد لسمعنا منه كلامًا آخر.. ولكن الظروف تبدلت، وسبحان من يغير الأحوال!