بقلم : محمد أمين
لا الشهيد منسى أول الشهداء ولا آخرهم.. ولا الكتيبة 103 صاعقة أشهر الكتائب في الجيش ولا آخرها.. فكل معركة تظهر فيها كتيبة من كتائب الجيش العظيم.. والاحتفاء بالشهيد منسى ليس احتفاء به وحده، ولكنه احتفاء بكل الشهداء قبل منسى وبعده.. ومصر حين تقدم مسلسل «الاختيار» هذا العام فإنها تهتم بكل شهداء مصر الأبرار في الجيش والشرطة ومعركة كورونا أيضاً.. عندنا شهداء قدموا أرواحهم ليحققوا لنا الأمان، وآخرون ليقدموا لنا الحياة!
تحية لشهداء مصر عبر العصور في حروبها لتأمين البلاد، وتحية لشهدائها من أول اللواء عبدالمنعم رياض، مروراً بالعميد إبراهيم الرفاعى الملقب بأمير الشهداء، وصولا إلى الشهيد العقيد أحمد منسى والمقدم محمد فوزى الحوفى شهيد معركة الأميرية.. وتحية لكل رجال القوات المسلحة البواسل، والعيون الساهرة من رجال الشرطة، والأطباء من الجيش الأبيض.. وهكذا مصر وشعبها البطل في كل المعارك، فلا تخشوا عليها أبداً!
وهذه تحية أيضا لفنانى مصر الذين جسدوا أروع قصص الفداء بحب ونبل وعطاء.. وهم من نسل عظيم أيضاً فهم أبناء عادل إمام ومحمود ياسين وعزت العلايلى ومحمود عبدالعزيز ونبيل الحلفاوى.. وكل الذين سبقوهم بإبداع وقدموا لمصر أعمالاً وطنية للأجيال القادمة.. فلم يجتمع المصريون على مسلسل كما اجتمعوا على مسلسل الاختيار لما فيه من بطولات، وطبعا قبله اجتمعوا على مسلسلات رأفت الهجان والحفار ودموع في عيون وقحة!
وكل هذه الأعمال الدرامية تثبت ارتباط المصريين بوطنهم وجيشهم.. لم يشذ عن هذه القاعدة إلا الخونة والإرهابيون.. فالمصريون عموماً يحبون جيشهم ويحبون ارتداء الزى العسكرى ويتفاخرون به، ويسجل الفيس بوك صور كثير من المواطنين مع قادة وضباط القوات المسلحة.. وهى رسالة تؤكد أن الجيش شعب وأن الشعب جيش.. ولا ننسى استقبال المواطنين في ميدان التحرير لكتائب الجيش منذ 2011 وحتى الآن!
والشهيد منسى كان مشروع شهيد مثله مثل كثيرين الآن على جبهة القتال.. وكان نموذجا للانضباط والوطنية والأخلاق.. وقد تطرق المسلسل إلى كثير من الجوانب الإنسانية والاجتماعية في حياة الشهيد.. وهو يأتى في أوانه لإيقاظ الروح الوطنية لدى الشباب، وأصبح أولوية أولى للنقاش والحوار في ساعة الحظر.. وقد نجح المسلسل فعلاً ليصبح الشهيد البطل تريند على تويتر، ويصبح «الاختيار» الأكثر تداولاً على الإنترنت!
هناك فرق كبير بين منسى وعشماوى.. وبالتأكيد عندنا ألف قصة تصلح مسلسلات وأفلاماً، وعندنا ألف منسى على جبهات القتال الآن.. ولكن أراد الله تخليد اسم الشهيد منسى، لما قدمه للوطن، ولقربه ببشرته السمراء من روح المصريين.. فهو الذي ارتبط وجدانيا بالناس.. سواء ببطولاته أو بما كتبه قبل استشهاده على وسائل التواصل الاجتماعى، فبكينا عليه كواحد من كل بيت مصرى!