توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبروك على فلوريدا!

  مصر اليوم -

مبروك على فلوريدا

بقلم : محمد آمين

شىء لا يُصدّق.. الرئيس ترامب بجلالة قدره، ينقل محل إقامته الدائمة إلى ولاية فلوريدا، ويوجه كلامًا شديد المرارة لحاكم نيويورك، وسكان المدينة، ويقول «لقد عوملنا معاملة سيئة للغاية، مع أننى أدفع الضرائب».. فهل تتخيل أن ينتقل أى رئيس، لأن سكان المدينة لا يقبلونه بينهم؟.. المفاجأة أن حاكم الولاية يرد عليه، قائلًا «ارتحنا منك» و«مبروك على فلوريدا»!.

بذمتك.. هل تصدق أن يحدث هذا فى أى بلد آخر غير أمريكا؟.. وهل تصدق أن يبقى الحاكم فى مكانه؟.. وهل تصدق أن يرد عليه قائلًا «ارتحنا منك»؟.. فلا قتلوه، ولا صلبوه، ولا عزلوه.. الرئيس فى مكانه، والحاكم فى مكانه.. القانون ينظم كل شىء.. والدستور ينظم كل شىء.. حق الرئيس وحق الحاكم.. هذه ثقافة أخرى، وهذه هى المواطنة فى «أبهى صورة» لها!.

«شخصيًا» لا أصدق أن يحدث هذا، ولا فى الأحلام.. فالرئيس هو من يشكو.. وهو من يقرر نقل مقر إقامته.. ويكتب على «تويتر»: «أنا وعائلتى سنجعل بالم بيتش، فلوريدا، مقر إقامتنا الدائمة».. فيقول له حاكم نيويورك «مبروك على فلوريدا».. لاحظ أن الرئيس هو من يشكو من «المعاملة السيئة»، كما وصفها، من المسؤولين السياسيين للمدينة والولاية!.

والسؤال: من الذى يجرؤ أن يضايق الرئيس؟.. ومن الذى يمكنه أن يرد بهذه الجرأة؟.. ومن الذى يمكنه أن يقول للرئيس «ارتحنا منك»؟.. هل الرئيس فى أمريكا هو «الرجل الأضعف» مثلًا؟.. هل القانون يقيده؟.. وهل الدستور يكبّل الرئيس فعلًا؟.. فقد كتب فى تغريدة أخرى «أكره اضطرارى لاتخاذ هذا القرار، لكنه فى النهاية سيكون الأفضل لجميع الأشخاص المعنيين»!.

فلماذا يبدو الرجل بهذا الضعف؟.. هل يستعد ترامب لكى يغادر البيت الأبيض، كما غادر نيويورك؟.. هل ستنجح إجراءات عزل ترامب، أم أنها ستنتهى إلى لا شىء؟.. لقد قرأت كلامه وهو يحذر من انهيار سوق الأوراق المالية؟.. فكرة العزل ستظل تطارده.. فلا أحد هناك فوق المساءلة.. ترامب لم يكن مكسبًا للعرب.. كان لعنة علينا، وكانت فكرته أن يسرق النفط!.

إنها فرصة «رائعة»، كى أهنئ «أندرو كومو» حاكم ولاية نيويورك.. فقد انتصر نصرًا معنويًا.. وتخلص من الرئيس نفسه، لأنه يتهرب من الضرائب.. وخاطب فلوريدا بقوله «إنه لك بالكامل يا فلوريدا».. وكما نقول هنا «خديه وعليه بوسة».. إنها سابقة لم نسمع بها.. الرئيس يغير محل إقامته لأسباب تتعلق بالضرائب، والأمريكان لا يغفرون التلاعب فى الضرائب!.

القصة هنا ليست «الرئيس» على الإطلاق.. إنها قصة المواطن ترامب.. أيضًا ليست قصة جمهوريين وديمقراطيين.. أبدًا.. إنها قصة مواطن لا يدفع الضرائب، ولو كان الرئيس.. فكان الحل أن يغير مقر إقامته.. وأن يكتب له حاكم الولاية «ارتحنا منك».. وهى شجاعة لا نظير لها أبدًا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبروك على فلوريدا مبروك على فلوريدا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon