توقيت القاهرة المحلي 01:37:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرية الصحافة أولًا!

  مصر اليوم -

حرية الصحافة أولًا

بقلم : محمد أمين

لعلك تابعت المظاهرات التى اندلعت فى المدن الفرنسية أمس الأول، وشارك فيها ممثلون من وسائل الإعلام وحركة «السترات الصفراء».. وكان ذلك احتجاجاً على مشروع قانون فى البرلمان الفرنسى يمنع تصوير رجال الشرطة أثناء عملهم.. ورأى المتظاهرون أنه قانون ضد حرية الصحافة، ويعرقل عملها.. وقالوا إن الديمقراطية تموت فى الظلام.. وخرج المتظاهرون يهتفون ضد تقييد حرية الإعلام، باعتبارها هى التى تحمى الديمقراطية فى البلاد! المظاهرات كان ضد الشرطة.. ولا أحد يريد إسقاط الشرطة، كما حدث عندنا فى تظاهرات 28 يناير، ولكن الذين خرجوا فى المظاهرات مع الشرطة فى تحقيق الأمن والأمان، واحترام حقوق الإنسان، وفى الوقت نفسه مع حرية الصحافة فى أداء دورها وممارسة مهامها فى تصوير رجال الشرطة وملاحقة المخطئين منهم.. هذه هى الحكاية، ولا شىء أكثر من ذلك!

ومعناه أن المظاهرات كانت شعبية، وليست فئوية من الصحفيين فقط.. فالصحافة لا تدافع عن الصحفيين.. ولكنها تدافع عن الشعب، والشعب هو الذى يحمى حرية الصحافة.. إنها قمة الوعى، فلم يقل الشعب إنهم شوية منتفعين وشوية مطبلاتية.. أو انبروا فى تشويه الإعلام.. فهم يرون أنها صحافة الشعب!

فالمظاهرات لا تعنى الهدم ولا التخريب أبداً.. ولا يوجد من يتهم المتظاهرين بالخيانة والعمالة، ولكنها وسيلة للتعبير عن الرأى.. وكلما مارسها الشعب ازداد رشادة، وحافظ على الأرواح والممتلكات، وقد خرجت هذه المظاهرات تحت شعار «خايفين ليه من التصوير».. ولسان حال المتظاهرين يقول «إن حرية الصحافة ضمانة للحقوق والديمقراطية»، وقال المتظاهرون إن الديمقراطية تموت فى الظلام، ورفعوا لافتات تحت هذا العنوان!

ولم تصمت نقابات الصحفيين هناك، ولكنها حذرت من مشروع قانون يمنح الضوء الأخضر للشرطة بمنع المراسلين من العمل، واحتمالات تعرضهم لانتهاكات بسبب هذا القانون، وهو ما يمنع من توثيق أى انتهاكات تقع فيها الشرطة!

وأصدرت وسائل الإعلام بيانات تعرب فيها عن قلقها إزاء إقرار مشروع القانون المعيب.. وهو ما ذكرنى بزمن قانون اغتيال حرية الصحافة فى منتصف التسعينيات، وتصدت له النقابة يومها حتى سقط مشروع القانون، وتخلت الدولة عنه تحت الضغط، واستجابت الدولة لمطالب الصحفيين!

وكانت فكرة نقابة الصحفيين الفرنسيين أن الدولة تريد حماية انتهاكات الشرطة ضد المواطنين، خاصة العرب والفرنسيين من أصل إفريقى وأقليات أخرى، بينما رأت الدولة أن تصوير رجال الشرطة قد يعرضهم لأضرار نفسية ومعنوية وجسدية حين يكون نشر الصورة كاشفاً لوجوه رجال الشرطة.. فقال المتظاهرون ضعوا أسلحتكم فى الأرض وسنضع هواتفنا أيضاً دون تصويركم!

باختصار، فإن هذه المظاهرات كانت ضد مشروع قانون معيب فقط، وليست ضد الشرطة ولا تطالب بإسقاط الشرطة.. إنها مظاهرات من أجل حرية الصحافة وضد الظلام.. وللعلم فإن الصحافة ليست من أجل الصحفيين، ولكنها من أجل الوطن.. والصحافة هى النور، لأن الديمقراطية تعيش فى النور وتموت فى الظلام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية الصحافة أولًا حرية الصحافة أولًا



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon