توقيت القاهرة المحلي 15:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا الحكومة!

  مصر اليوم -

أنا الحكومة

بقلم : محمد أمين

لا يمكن أن ينسى أحد مقولة أحمد السقا «أنا الحكومة» فى فيلم «الجزيرة» حين توحش وظن أنه الحكومة ومفيش حكومة غيره، وكان يعكس حالة فرض السيطرة على الجزيرة وإحساسه بأنه الذى يحكم هناك.. حتى قضت عليه الدولة فى الفيلم.. وعادت الحكومة فى الواقع لتسترد هيبتها وتفرض سطوتها وتستعيد هيبة الدولة فى الجزيرة وتقول إنها موجودة فى كل جزيرة ومدينة.. وهرب كل الذين لم يكن يهمهم الحكومة ويتصرفون فى البلد بفلوسهم فى الجبال وزراعات القصب واختفوا، لأن الحكومة تبحث عنهم وتحاكمهم!.

والآن، عادت الحكومة فى الواقع لتحتل مكانتها وتسترد هيبتها.. وأبرز مثال على ذلك مؤخرًا قانون التصالح.. فقد طاردت الدولة مافيا المقاولات وحيتان المبانى فى كل شبر على أرض مصر، وفرضت هيبة الدولة وقيمة الدولة ومكانتها.. صحيح أن المواطن تحمل جزءًا من المعاناة، ولكن لا يهم إذا كان ذلك يحافظ على الثروة العقارية المصرية، ويوفر لها المرافق والخدمات، ويساعد على إيجاد مبانٍ منظمة ومخططة ولها قيمتها الآن ومستقبلًا!.

المشكلة أن الحكومة عادت فى البداية على طريقة السقا فى فيلم الجزيرة تمارس ضغوطًا على الناس وتفرض سيطرتها وتفرض أسعارًا للتصالح مبالغًا فيها حتى لَانَ قلبها واستجابت للرأى العام وصراخ الغلابة وبدأت تخفيف أسعار التصالح.. ولكنها «لم تساو» بين الجميع فى المدن الجديدة والمدن القديمة.. وعاملت سكان التجمع على أنهم «أثريا» وحاسبتهم بتعريفة مبالغ فيها على توسعة الروف، وهو المخالفة الوحيدة فى البناء.. وكان بإمكانها إنهاء هذا الملف كله بنوع من المساواة ليحدث التصالح!.

فالأصل فى هذا القانون أنه قانون تصالح.. ولكنه تحول وقت التنفيذ إلى قانون لتعذيب المواطنين.. وبدلًا من جعله مناسبة للحفاظ على الثروة العقارية وإنهاء المشكلة، مازالت هناك ذيول فى بعض المناطق، ومازالت هناك شكاوى فى التجمع وبعض المدن الجديدة، لأن الحكومة ميزت بين مدن مايو وأكتوبر والشيخ زايد والتجمع وبدر!.

تحدثتُ بالأمس عن التسويق السياسى للقوانين.. وتمنيت لو تم عرض الأمر للنقاش المجتمعى أو الحوار الوطنى.. ولكن من الممكن تدارك ذلك بالاستجابة لكل المضارين سواء فى الريف أو الحضر أو المدن الجديدة.. فالحكمة من القانون هى التصالح وليس الدخول فى متاهات جديدة ليحتال المواطن مرة أخرى، وتعود ريما لعادتها القديمة!

باختصار، لا نريد حكومة تفرض سيطرتها.. نريد حكومة تتناقش وتتحاور وتتجاوب مع طلبات المواطنين لأن ألف باء مهمة الحكومة أن تقدم خدماتها للناس دون أن تصرخ أو تستغيث، وتفرض هيبة الدولة، وليس الاستبداد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا الحكومة أنا الحكومة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon