بقلم : محمد أمين
أعلنت وزارة التربية والتعليم عن بدء العام الدراسى، وبعدها أعلنت المكتبات عن أسعار الكتب الخارجية مضروبة في عشرة.. نحن لم نسمع ولم نقرأ حتى نصدق أو ننفى.. نحن اشترينا بعض الكتب، فوجدنا أسعارها نارًا.. والمشكلة أن صاحب المكتبة كأنه يجاملنا ويقول: هذه الكتب لا تُباع بهذه الطريقة، ولكن بالحجز، ويا رب نلاقيها!.
قد يقول قائل: ولماذا تشترون الكتاب الخارجى؟.. أقول لأن الكتب المدرسية قد تتأخر عدة أسابيع، والأولاد يجلسون يستمعون فقط للمدرس ولا يعرفون المنهج.. وهنا يسارع البعض لشراء الكتاب الخارجى وربما المُبالَغ في سعره.. هذا الأمر لا يخص طلاب مرحلة بعينها، ولكنه يتعلق بجميع طلاب المراحل المختلفة من أولى ابتدائى حتى الثانوية العامة، دون رقابة أو تدخل حكومى، لوقف المهزلة!.
هناك للأمانة رأى آخر يقول إن هذه الكتب محددة الأسعار على مواقع المكتبات، وليس هناك هذه الأسعار التي تصل إلى 700 جنيه أو 800 جنيه لبعض الأسماء الشهيرة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى!.
للأسف، هناك طفرة في الأسعار بالمقارنة بأسعار الكتب خلال الأعوام الماضية، وإن كان البعض يتجاهل ارتفاع أسعار الورق والمواد الخام، لكن تبقى الزيادة غير مبررة، ولابد من إحكام الرقابة على دُور النشر وأصحاب المكتبات، فنحن لسنا في طابونة كل واحد يضع السعر اللى على مزاجه، صحيح لا مانع من الحصول على السعر العادل بعد احتساب سعر الخامات والورق!.
المفاجأة أن دُور النشر تنفى هذا الكلام، وتقول إن إغلى سعر لكتاب لا يصل إلى 50% من هذه الأسعار، ولا وجود لسعر 700 أو 800 جنيه كما يتردد، فهذا غير صحيح بالمرة، وقد يكون من صنع بعض الحسابات المفبركة، التي تستهدف إرهاق الناس وتعجيزهم واستفزازهم، فهى شائعات، وقد تزيد في الفترة القادمة أكثر وأكثر، فلا تصدقوها!.
لا أدرى لماذا لم تصدر الوزارة بيانًا توقف به انتشار هذا الكلام الفارغ قبل أن يملأ الدنيا، ثم يصدر البيان، فلا تكون له قيمة.. ولا أعرف لماذا لم تضبط الوزارة عملية تسلم الكتب مع بدء العام الدراسى حتى نستغنى تدريجيًّا عن الكتب الخارجية.. أذكر أننا كنا لا نقبل على شيئين في التعليم: المدرس الخصوصى والكتاب الخارجى.. وكنا نعتبر الدروس الخاصة عيبًا، وكنا لا نميل إلى الكتاب الخارجى، وكانت الكتب المدرسية أفضل منه.. الآن أصبح الكتاب المدرسى يتأخر، كما أنه ليس في أناقة الكتاب الخارجى ولا في تنظيمه!.
باختصار، الوزارة قادرة على تحجيم أسعار الكتب الخارجية وضبط السوق، إن أرادت.. فإن كانت قد فشلت في القضاء على الدروس الخصوصية، فهى بالتأكيد تعرف أن طبع الكتب الخارجية في يدها، فهم يعرفون المناهج قبل المدرسين ويطبعون قبل طبع كتاب الوزارة، ويكون متاحًا في أيدى الطلاب قبل كتاب الوزارة، وأنت تعرف الباقى بالتأكيد!.