بقلم : محمد آمين
قرأت مطالبات ومناشدات لعدد من الزملاء الكتاب بفرض حظر التجوال فى مصر لمواجهة فيروس كورونا.. وأعتقد أنها ليست فى محلها بالمرة.. بالتأكيد هناك سيناريوهات تم وضعها منها السيناريو الأعنف.. وله توقيت محدد.. وسيكون هناك حظر التجوال.. ولكن حظر التجوال لا يكون بالمناشدات أبداً، فصانع القرار «صاحى وواعى» ولا ينام.. خليك بالبيت وريحنا وخلاص.. وخليك فى حالك، لأن حظر التجوال يستتبع نزول الجيش لتطبيق الحظر.. وبالتالى يتم شغل الجيش بمهام ليست فى جدوله الآن، ويتم إخلاء ساحة سيناء لمن يريدون إقامة دولة الخلافة!
الرئيس لا يريد للجيش أن يكون فى مواجهة الشعب، والذين يحبون أن يروا ما فعله الجيش الأمريكى فى الشعب هناك ممكن أن أعطيهم فيديوهات ليروا كيف يتم تطبيق الحظر.. فلا توجد رحمة فى تطبيق الحظر.. ومصر حتى الآن لا ترى مبرراً لفرض حظر التجوال.. قد تلجأ إليه وساعتها تكون كل التدابير تحت السيطرة.. فلا تناشدوا الدولة اتخاذ قرارات تحت ضغط.. اتركوها تعرف متى تتصرف؟.. بلا مناشدات ولا مطالبات ولا ضغوط..
مصر أثبتت قدرتها على إدارة الأزمة.. حتى قال البعض إنه تم استقدام مدرب أجنبى لإدارة الأزمة.. والحقيقة أن الإدارة مصرية، والمدرب مصرى، يدير بإنسانية تتماشى مع المزاج المصرى.. والثقافة المصرية.. فلم يسأل أى أمريكى كيف تستخدم إدارة ترامب الرصاص فى فرض حظر التجوال؟.. لا كونجرس ولا إعلام.. القانون قانون.. فهل نتحمل حظر التجوال على الطريقة الأمريكية.. اقعدوا فى البيوت، ولن نحتاج إلى حظر التجوال.. ساعدوا أنفسكم واحموا بلادكم بالجلوس فى البيت.. لا أكثر ولا أقل!
لقد سمعت كلمات الإعجاب من أكثر الناس تشدداً، واستعادت الحكومة الثقة فى نفسها من جديد.. وسمعنا كلمات طيبة من منظمة الصحة العالمية.. فقد كانت الإجراءات الاحترازية لمنع تفشى فيروس كورونا قرارات تدريجية.. تتمشى مع حالة الإصابات، وأرجو أن يتم الالتزام بالجلوس فى المنازل، وهناك مبادرات لتشجيع هذه الحالة.. منها مبادرة الدار المصرية اللبنانية، التى أطلقها الناشر الأستاذ محمد رشاد تحت عنوان «القراءة حياة»، وهى مبادرة محترمة، انطلاقًا من دورها تجاه القراء والمواطنين بمصر والعالم العربى، وهى مبادرة تساعد على توصيل الكتب إلى المنازل بالمجان!
ويرى الناشر محمد رشاد أن انطلاق مبادرة «القراءة حياة»، الهدف منها تقديم وجبات ثقافية دسمة للقراء، ويؤكد أن الجميع يقوم بتخزين السلع الغذائية، والتعقيم ورائحة الكحول يتصدران المشهد، لكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا: أين عقلك من هذا؟ أين غذاء الروح الحقيقى؟، وتعهد بتقديم خدمة التوصيل مجانًا لكل من يشترى بـ 150 جنيهًا، وهذا المبلغ لا يكفى طعامك لأيام، لكنه يكفى لتزود نفسك بوجبة ثقافية دسمة قد تكفيك لشهر، بدلاً من السودانى واللب!
باختصار، اتركوا الدولة تتحرك طبقاً لأولوياتها، وليس تحت ضغط الرأى العام.. وبلاش فلسفة!