بقلم : محمد أمين
دخل المربع الذهبى فريقان عربيان هما الجزائر وتونس.. كما دخل المربع نفسه فريقان إفريقيان هما السنغال ونيجيريا.. وفى هذه اللحظة سوف تسمع سؤالًا غبيًا يقول: هل يكون النهائى عربيًا؟.. وهو أبوخ سؤال يمكن أن تسمعه فى حياتك.. أليست البطولة كلها إفريقية؛ فلماذا نقسمها عربيًا وإفريقيًا؟!
أعترف بأننى حينما خرجت مصر من كأس الأمم لم أعد أشجع غير اللعبة الحلوة؛ سواء كان الفائز عربيا أم إفريقيا.. لم أنشغل أصلا بالأمر.. لم أعد أعرف العربى من الإفريقى.. كلنا فى هذه البطولة أفارقة. ولم يتغير شىء فى انتمائى لإفريقيا أو العرب بأى شكل.. وبالمناسبة نحن لنا فى إفريقيا أكثر مما لنا عند العرب عشرات المرات!
فلماذا لا يكون النهائى إفريقيًا؟.. لم لا يكون بين السنغال ونيجيريا؟.. ولا يعنى هذا أننى أفضل خروج العرب كما خرجت مصر والمغرب؛ فلتخرج الجزائر وتونس.. ليس هذا على الإطلاق ما أقصده.. هذه بطولة كروية.. يفوز فيها من يفوز.. الانتماء لا يتأثر بالفوز والهزيمة.. أيضا لا أشعر أننى ينبغى أن أجامل الجزائر وتونس.. فليس على رأسى بطحة.. أنا أحب تونس وأحب الجزائر.. لكن أشجع المنتخب الذى يثبت جدارته!
لا أرى أننا فى حاجة لتعويض الجزائر عن شىء قديم.. ولا أرى أننا فى حاجة لمؤازرة تونس لأنها دولة شريكة لنا فى الربيع العربى.. هذا كلام فارغ.. التتويج لمن يستحق.. هل نريد أن نصالح الجزائر فنخسر السنغال ونيجيريا؟.. هل لا بد أن نخرج بمشكلة فى كل مرة؟.. لماذا لا نفتح قلوبنا للجميع؟!
على أى حال؛ الكرة لا تسير بالأمانى.. لو كان الأمر كذلك لفاز المنتخب القومى بالبطولة.. فقد كان يلعب على أرضه وبين جمهوره ودعوات الملايين وحضور رسمى على أعلى مستوى.. وفى النهاية خرج المنتخب لأنه لم تكن عنده عقيدة الفوز.. لم يكن منتخب مقاتلين يأكلون النجيلة من أجل إسعاد جماهير مصر.. خرج المنتخب قبل أن يبدأ؛ وقدم اعتذارًا مسجلاً عن فشله!
لا أحب حكاية عربى وإفريقى فى كأس أمم إفريقية أصلًا.. لا أحب هذه الأطروحات البايخة والغبية فى الوقت نفسه.. كلنا أفارقة فى دولة إفريقية.. مصر هى رئيس الاتحاد الإفريقى.. عمقنا الاستراتجى.. أهلنا ونيلنا وسمارنا وبشرتنا التى نتبرأ منها.. لا تخربوا علاقاتنا بمن يحبوننا من قلوبهم.. لا تجعلونا نخسر فى كل بطولة دولة جديدة!
لا يهمنى أن يكون النهائى عربيًا أو إفريقيًا.. لا يهمنى أن تفوز الجزائر أو السنغال.. ولا يهمنى أن تفوز تونس أو نيجيريا.. كلها بلادنا.. وكلهم أشقاؤنا.. هذه هى الروح الرياضية.. التى تبنى علاقات الشعوب ولا تهدمها.