توقيت القاهرة المحلي 07:48:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصية ممرضة القلب!

  مصر اليوم -

وصية ممرضة القلب

بقلم : محمد أمين

لم نتعامل مع شهداء الجيش الأبيض كما نتعامل مع شهداء الوطن الأخرين.. إلا عندما صنعنا لهم الأغانى فقط.. ولكن لم نتعامل معهم ماليًا لحماية أسرهم من بعدهم.. فقدنا أطباء وفقدنا هيئة تمريض وذهبوا جميعًا بكبرياء شديد، ولم نشعر بالغبن إلا من رسالة الممرضة بمعهد القلب هدى صلاح.. التى أبكت الجميع، وتناقلت وسائل الإعلام رسالتها المؤثرة وهى تعتذر لولديها وتعتذر لأبيها وأمها أنها لم تنجح أن تساعدهم فى حياتها وتتمنى أن يتولاهم الله بعدها!

تخيلوا هذه الممرضة التى كانت تقف فى الصف الأول دفاعًا عن المصريين ضد فيروس كورونا، كانت تحمل فى نفسها همومًا فوق طاقتها.. وسجلت كل ذلك فى رسالتها الباكية التى مزقت القلوب.. تقول هدى: سامحنى يا سيف يا ابنى، كان نفسى أدخلك المدرسة وأجيبلك اللبس زى إخواتك!.. سبقها إلى العالم الآخر نائب العميد، وسبقها استشارى القلب بالمعهد.. ولكنها هى من سجلت لنا مواجعها، ربما لأنها أنثى، وربما لأنها أم قليلة الحيلة.. هى أول ممرضة يتوفاها الله فى المعهد بسبب وباء كورونا.. أدركت أنها أمام فرصة أخيرة فسجلت وصيتها!

ومن آخر كلماتها على جروب الواتس آب المخصص لأطباء وتمريض معهد القلب: «أنا فى رعاية العزل على جهاز التنفس ومبسوطة إن التليفون دخل لى وشكرًا لكل من ساعد فى دخوله وأنا فى حالتى دى علشان أعرف أشكركم جميعًا، راضية بقضاء الله، رغم إنى سمعت فى مرور النهارده إنى عايشة فقط على 7% من الرئة، والحمدلله»!

وتقول: «يمكن معرفش أكتب تانى، وأشوفكم تانى علشان أشكركم، بس الحمدلله، سامحونى لو مش بعرف أرد عليكم علشان أنا على جهاز التنفس.. سامحنى يا سيف يا ابنى، ابنى الصغير أول سنة يدخل المدرسة، كان نفسى أجيبلك اللبس زى إخواتك مش مهم لبس العيد.. ما كده كده مش كل عيد بنجيب لبس، علشان الظروف يا ابنى، لكن المدرسة معلش لو مقدرتش والموت خدنى منك، سامحنى يا يوسف، ابنى الكبير خامسة ابتدائى، لو مقدرتش المره دى كمان مفيش كورة ولا نادى، كان نفسه يطلع دكتور»!

ولم تنس أن تودع أباها وأمها وتقول: «معلش يا أبى ويا أمى، أنا الكبيرة بس غصب عنى، أكيد ربنا موجود معاكم من بعدى شكرًا لكم».. وبنفس راضية ودّعت الدنيا الفانية ولم تقنط ولم تشكُ من أحد أو من إهمال المنظومة الطبية لها.. ولم تطلب إلا الاهتمام بابنيها فقط فى التعليم، وهو حق لأى مواطن، فما بالك أن يكون بطلًا وشهيدًا؟!

باختصار، هذه دعوة لتكريم اسم الشهيدة هدى صلاح ورعاية ابنيها سيف ويوسف ماديًا حتى إتمام مشوار التعليم.. وهذه رسالة إلى وزيرة التضامن لحماية أسرتها ورعايتها.. فهى عائلة نموذج لعائلاتنا البسيطة التى تفخر بكبريائها وعزة نفسها ولا تمد يدها.. على الأقل احموها حتى لا تمد يدها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصية ممرضة القلب وصية ممرضة القلب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة
  مصر اليوم - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon