بقلم : محمد أمين
لا تظنوا أننا نقترب عالمياً من وداع كورونا.. هذا غير صحيح.. ولذلك كانت الدعوة للتعايش مع الفيروس دعوة مقدرة.. فى ووهان الصينية الآن يستعدون لموجة ثانية من الإصابة بفيروس كورونا.. ما يهمنى هنا وباء كورونا.. مازال يهدد بموجة ثانية لا تصيب الصين وحدها، ولكنها تنتقل مرة أخرى إلى العالم.. فالإصابة بالفيروس لا تحقق المناعة!.
وأخشى أن نتعرض لموجة ثانية، لا تقل خطورة عن الأولى.. أحد علماء الأوبئة بجامعة أوكسفورد حذر من خطر الإصابة بموجة ثانية.. ودعا الناس إلى الإبلاغ عن إصابتهم وأعراضهم، والعلاج السريع قبل أن يتعرض الشخص للوفاة.. ومعناه أن الموجة الثانية لا تقل شراسة عن الأولى.. وقد تنتقل إلى الدول المصابة كما حدث فى ووهان، وقد تضرب إيطاليا وأمريكا، وبناء عليه لابد من التعامل مع الإصابات الجديدة دون تراخٍ أو استهتار!.
لستُ من المتشائمين على أى حال، فقط أستشعر حالة من التسيب والاستهتار والاستخفاف بالأزمة، مما يجعلنى أحذر من موجة ثانية أشد من الأولى بالنسبة لمصر.. وأدعو المواطنين إلى الالتزام بساعات الحظر والبقاء فى منازلهم، خشية أن نتعرض لإجراءات أشد قسوة، وقد تنتهى بالإغلاق التام، وهو ما يضر الاقتصاد بشكل كبير للغاية، فى الوقت الذى تفتح فيه بعض الدول المجال للاقتصاد!.
والسؤال: أين الإحصائيات؟.. كم مواطن خالف الحظر حتى الآن؟.. كم عدد الأموال التى تم جمعها كغرامات؟.. مهم جداً معرفة هذه الأرقام وبث فيديوهات للمخالفين ليحدث الردع المطلوب.. فهل يعقل أن تمر كل هذه الفترة دون مخالفات وتحصيل غرامات، ودون تقديم المخالفين للنيابات المختصة؟.. فى أوروبا لا أحد يسير فى الشارع دون كمامة إلا ويتم توقيع الغرامة الفورية عليه.. فهل الشرطة تساهلت مع المواطنين؟!.
إن الدولة لابد أن تتعامل بحزم مع تجمعات الكورنيش، وبعض الذين يقيمون موائد الرحمن فى المناطق الشعبية، بحجة أنهم بعيدون عن الرقابة.. وقطعًا هؤلاء لا يتحَدّون الدولة ولا النظام العام، ولكنه نوع من الجهل الذى قد يجر علينا مشاكل لا حدود لها، خصوصاً وقد تزايدت أعداد المصابين بشكل لافت للنظر، وبلغ عدد المصابين حوالى عشرة آلاف مصاب مما يهدد بإصابة عدد أكبر ومخاوف أشد.. إن الأمر مسؤولية كل مواطن.. وليس مسؤولية الدولة وحدها!.
لقد أثبت الشعب أنه على قدر التحدى، منها التزامه فى شم النسيم، ولكنّ هناك قطاعاً بدأ يشعر بالاختناق والزهق.. ومهم أن يكون خطاب الدولة حاسماً، ليس على طريقة ترامب ولا جونسون ولكن على طريقة ميركل.. الشعب فى حاجة إلى خطاب حكومى وإعلامى يدفعه للحفاظ على ثروة بلاده البشرية والاقتصادية.. خطاب يوازن بين الصحة والاقتصاد!. باختصار، الخوف من موجة ثانية لكورونا تعطلنا كثيرا.. وقد تؤخرنا وتجرّنا إلى الوراء، فاحذروا من الموجة الثانية!.