بقلم : محمد أمين
يجرى الآن، فى هدوء تام، إعداد قائمة منافسة للقائمة الوطنية فى انتخابات مجلس النواب.. يقود هذه القائمة اللواء طارق المهدى.. ولمن لا يعرف القائمة هذا إعلان مجانى عنها.. ولمن لا يعرف اللواء طارق المهدى، فهو عضو المجلس العسكرى الذى كان يدير وزارة الإعلام فى أثناء ثورة 25 يناير، باسم المجلس الوطنى للإعلام.. ثم محافظ الإسكندرية.. والمثير أنه بلا تجربة سياسية ولكنه يملك الشجاعة لخوض تجربة برلمانية، لم تفعلها الأحزاب الأخرى، ولا حتى حزب الوفد، وقائمته لا تضم أحزاباً معروفة، وربما تضم أسماء معروفة!
كنت أتمنى طبعاً أن يقود حزب الوفد قائمة انتخابية فى مواجهة حزب مستقبل وطن.. وتكون الانتخابات فرصة لإفراز أحزاب كبيرة نعتمد عليها سياسياً.. ولا يكون هناك دخل لأى جهة فى تحديد أسماء المرشحين.. وبالتالى تكون هناك اختيارات شفافة، وتكون لدينا منافسة انتخابية كالتى يسعى إليها طارق المهدى.. ولكن للأسف «المهدى» يعتمد على الذين استغنى عنهم حزب مستقبل وطن، ويقول ندخل الانتخابات لننافس على أرضية وطنية!
معلوماتى المؤكدة تقول إنه يتواصل مع أسماء محترمة وهو الذى يتصل بها ويحاول إقناعها.. وهؤلاء حيارى بين الاستجابة لطلبه باعتباره لديه ضوء أخضر، أو الرفض على أساس أنهم لا يلعبون دور المحلل للقائمة الوطنية!
مأزق كبير جدا نعيشه فى انتخابات مجلس النواب.. يحاولون إيجاد حل له، وإن كان قد فات عليهم ذلك فى مجلس الشيوخ ولم يهتم أحد.. لكن مجلس النواب لا يصح أن يأتى بطريقة أقرب إلى التعيين، كما حدث فى مجلس الشيوخ!
فالعملية الديمقراطية تستدعى منافسات وانتخابات ونزول الجماهير للصناديق.. وهكذا تكون الانتخابات لتلبية احتياجات المواطنين تحت القبة.. وهو الأمر الذى يستوعبه «المهدى» ويحاول البحث عن أسماء تلبى هذه الرغبة.. لكنها للأسف لا تملك رأس المال القوى لأنهم من الطبقة المتوسطة من أساتذة الجامعات والإعلاميين!
ومن عجب أن الصحف لا تنشر مادة صحفية عن قائمة المهدى مع أنها تخدم العملية الانتخابية، لأنها ربما تعتبر النشر عن القائمة مواجهة لقائمة الدولة وهو غير صحيح بالمرة.. كما أن الفضائيات لا تذيع مواد إعلامية عن قائمة المهدى كأنها قائمة منبوذة، فى مواجهة قائمة مقدسة، وهؤلاء لا يفهمون سياسة ولا يعرفون أن تشجيع القوائم هو تشجيع للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية فى البلاد!
للأسف لم يعد هناك وقت لإعداد قائمة أخرى على الأقل، حتى تحدث المنافسة.. كما أن الذين تم تسكينهم بالقائمة الوطنية يعتقدون أنهم مبشرون بالبرلمان.. ولا يدرون أن الانتخابات قد تكون نزيهة ووطنية على طريقة انتخابات فؤاد محيى الدين، ومن ينجح فهو وطنى ومصرى!. ولا أستبعد أن تفوز قائمة مستقبل وطن، أو قائمة المهدى فكلهم أبناء مصر.. ومن يدرى، فقد يفوز المهدى بقائمتين أو ثلاث من أربع قوائم، وتكون مؤشرا على الانتخابات النزيهة فى مصر.