توقيت القاهرة المحلي 09:42:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلد دكاترة!

  مصر اليوم -

بلد دكاترة

بقلم : محمد آمين

كانت مصر بلد شهادات صحيح، فأصبحت بلد دكاترة بعد الكورونا.. فبالتأكيد لاحظ الجميع أن مصر تحولت إلى بلد من الدكاترة المتخصصين فى الفيروسات.. ليس هذا لأن الوعى واخد حقه فى مصر، ولكنها وسائل التواصل التى ضاعفت الجرعة فأصبح الجميع أطباء وعلماء فيروسات.. ستات البيوت يتحدثن عن منظمة الصحة العالمية وتعليمات الوقاية.. وأطفال على فيسبوك يتكلمون عن الفيروسات وهم لا يعرفون شيئاً عن دروسهم.. وكثيرون يردون على دكاترة ما يقولون كأنهم أدرى بعلوم الطب، خاصة الفيروسات!

المشكلة أننا نتحدث فى كل شىء وننقل كل شىء مهما كان خطأ.. ونتحدث بثقة مفرطة.. ما هو مششش معقول نقعد فى القعدة زى كيس الجوافة، لازم كلمتين من على الانترنت تستر بهما جهلك.. ومن ضمن الحكاية تصبح ناقلاً للشائعات التى يبثها أولاد الحرام على شاشاتهم.. دون أى تمييز.. أول حاجة تعرف الألف من كوز الذرة.. مش أول ما تشطح تنطح.. وعلى فكرة هذا الكلام ليس مصادرة للرأى وحرية التعبير.. فالكتابة مسؤولية.. وأول شىء أن تعرف حقيقة ما تنشره وتتحقق منه بكل الطرق، قبل أن تدوس لايك وتعمل شير!

ولا أتحدث هنا عن مساوئ فيسبوك أو تويتر.. إنما أتحدث عن مناقشات المصريين فى الأماكن العامة والمواصلات والصيدليات.. تخيل أنهم يتحدثون أكثر من الأطباء والصيادلة أنفسهم عن الفيروسات.. إنها فرصة لكى نترك الكلام والإفتاء للمتخصصين.. ليس شرطًا أن تتكلم فى أشياء لا تعرفها وعلوم لم تألفها.. اقعد صامتاً فلا يضيرك أن تبقى صامتاً فى موضع كلام علمى متخصص.. يعنى كما نقول: إدوا العيش لخبازه.. ومن عجب أن الأطباء أو المتخصصين يصمتون فى هذه المناسبات، بينما يتكلم الجهلاء، دون حياء!

كانت الحكومة على حق عندما تعاملت بالتدريج مع الأزمة.. فقد رأينا هجومًا على سلاسل السوبر ماركت يأخذون كل كل شىء فيها وكل الديتول الموجود.. مع العلم أن الديتول لا تأثير له على الفيروسات.. وإن زجاجة كلور بسيطة يمكن أن تؤدى أضعاف ما يفعله الديتول فى الجراثيم.. هناك فرق يا سادة بين الجراثيم والفيروسات.. نحن أمام فيروس قاتل، وليس جرثومة يمكن أن يقتلها الديتول أو يزيل 90% منها.. حتى الشركة المنتجة قالت غير ذلك.. وقالت إنها تتعامل مع الجراثيم وليس الفيروسات!

أداء المصريين فى الأزمات بشكل عام أداء متحضر وراق، وهى ميزة نعيد اكتشافها، وتؤكد أصالة المصريين، وحتى أداء الحكومة كان أداء متحضراً وراقياً.. فقد تعاملت بثقة وهدوء، وتم احتواء مشاعر الخوف.. وإن كان هذا الكلام لا يعجب أهل الشر.. لعنهم الله!

باختصار.. ليس شرطًا أن نكون شعبًا من الدكاترة.. وليس شرطاً أن تفتى فى أى شىء دون علم، ليقال إنك فاهم وجنّ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلد دكاترة بلد دكاترة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon