بقلم : محمد أمين
يبدو أن الحياة سوف تدب في قلب مصر، بعد حالة تجلط في الشريان التاجى.. فالدكتور على عبدالعال يؤكد من جديد أن كلامه عن التغيير السياسى والإعلامى حقيقى، وليس لتنويم الناس.. ومعناه أن المطبخ شغال لإعداد قوائم بالوزراء والمحافظين، ورؤساء الهيئات الصحفية، والإعلامية.. وهو ما أكدت عليه كثيرًا، في الوقت الذي لم يؤكد فيه أحد «فكرة التغيير»!
ولا أتصور أن يقول الدكتور عبدالعال هذا الكلام من عنده، فهو رئيس البرلمان، وهو الذي يقرر مع المجلس الموافقة على الحكومة من عدمها.. ولو شكليًا.. وبالتالى، على الأقل، لابد أن تكون لديه معلومات.. كما أنه لا يقول ذلك من قبيل تنويم الشعب.. وأطمئن رئيس البرلمان بأن الشعب لا ينام، وأن التغيير مطلب جماهيرى، والمهم أن يفتح التغيير «باب الأمل» للناس!
السؤال: هل التغيير سر حربى مثلًا؟.. هل هناك مشكلة حين يتم الإعلان عن ذلك للشعب؟.. هل ممكن أن تأخذ الدولة وقتًا أطول، ولذلك لا تبوح بكلام عنه؟.. ما الموقف بالضبط؟.. هل هناك مراجعات لبعض القوائم؟.. هل هي محاولة لتقديم عناصر جادة، لا تتدخل فيها الواسطة ولا المحسوبية؟.. هل سنرى وزراء في الشارع لحل مشاكل الناس، كما قال رئيس البرلمان؟!
ونعود مرة أخرى للمعايير والمواصفات.. فهل المعيار هذه المرة يتطلب «وزراء ميدان»؟.. هل سيخرج التغيير عن معيار «الكوتة العتيدة» ومكافأة نهاية الخدمة، وتقديم «مصالح خاصة» على مصلحة الوطن؟.. هل سيدخل وزراء ومحافظون يفتحون باب الأمل، ويؤكدون أن مصر تتغير في الآليات والمواصفات؟.. أم أنها «حكاية تغيير والسلام»؟.. نريد أن نفهم!
ومن الأسئلة المشروعة جدًا: هل سنرى وزراء سياسيين، يعرفون التعامل مع الجماهير؟.. هل انتهى زمن مَن يتحدثون عن «الإحسان» للشعب؟.. هل انطلق قطار التغيير فعلًا؟.. هل في حسابات التغيير أن «الكفاءات» هي التي تدفع مصر للأمام؟.. أتمنى أن يحدث تغيير يُرْضِى الجماهير.. هذه الجماهير التي تتعلق بالوطن، وليس لها من الأوطان «غير مصر»!
وأتوقف هنا أيضًا عند مقولة التغيير السياسى والحزبى.. فليس المهم هو التغيير.. الأهم هو التغيير للأفضل.. وأتساءل: كيف يحدث التغيير الحزبى؟.. هل لديك خريطة طريق يا دكتور؟..هل هناك أحزاب جاهزة للاندماج مثلًا؟.. هل ستأخذون منها وزراء ومحافظين؟.. هل تعرف كيف ماتت الحياة الحزبية؟.. ومَن لعب في الأحزاب، ومَن الذي «شيّعها» لمثواها الأخير؟!
ومن المصادفات الغريبة أن أكتب المقال وأنا أستمع لرائعة أم كلثوم «الأمل».. وهى تشدو: «أنا بالأمل أسهر ليالى في الخيال».. فهل سنسهر ليالى كثيرة بالأمل.. أم أن الليالى «الباردة» أوشكت على الانتهاء؟.. هل يفتح التغيير «باب الأمل».. أم أنه مجرد «تغيير» والسلام؟