بقلم : محمد أمين
الآن فى مصر امتحانات التيرم الأول.. كان البعض يحاول جاهدًا إلغاءها.. خشية الإصابة بفيروس كورونا.. ونجحت الوزارة فى تمرير الامتحانات.. وأمس انطلقت امتحانات الفصل الدراسى الأول فى المدارس والجامعات، وسط إجراءات احترازية مشددة، ووسط اهتمام حكومى كبير، قاده الوزير المختص شخصيًا فيما يشبه الزفة.. يشاركه الوكلاء والمستشارون، وجميع وسائل الإعلام.. فهل كانت هذه الزفة لدعم الطلاب أم لدعم الوزير نفسه؟!.
أرسل لى أحد كبار الأساتذة فيديو لجولة الوزير فى جامعة القاهرة، بدأ بكلية طب قصر العينى.. وتلقيت منه اتصالًا بعدها يسألنى: هل هذا مناخ امتحانات؟.. شاهدت الفيديو أولًا.. الزفة تشمل قيادات الوزارة والوكلاء.. وقيادات الجامعة والكلية والوكلاء.. بالإضافة إلى عشرات الإعلاميين فى لجنة امتحانات طلاب الطب.. المهم أننى قرأت التعليقات على الفيديو، وكلها كانت سلبية تتحدث عن تشتيت الطلاب.. وتستغرب من هذا السلوك فى وقت كورونا، ولا توجد دولة فى العالم تفعل ذلك فى الظروف العادية.. يقول الأستاذ إن لجنة الامتحان مفترض أنها مقدسة، لا يجب أن تقتحم بهذا الشكل، تحت أى ظرف!.
المفترض أن الوزير ورئيس الجامعة والعميدة يؤدون واجبات إدارية وينتهى دورهم عند هذا الحد.. فدعم الطلاب يكون بتوفير الاحتياجات اللازمة للطلاب، وليس بالمرور عليهم ساعة الامتحان، وسؤالهم عن احتياجاتهم.. فلا يوجد طالب يمكن أن يقول لهم اخرجوا بره ألف شكر على تعبكم.. ولا يوجد طالب لديه وقت للنقاش وكل دقيقة محسوبة عليه!.
الفيديو الثانى أرسله لى الأستاذ نفسه من المدرسة السعيدية، وكان يزورهم محافظ الجيزة.. وهنا رفع الطلاب التاب وقالوا له «مش عارفين ندخل على الإنترنت».. فماذا يفعل المحافظ وهو فى لجان الامتحانات مجرد ضيف أكثر منه متخذ قرار!.
لجان الامتحانات ليست سويقة.. ولكنها ينبغى أن تحظى بحالة قداسة، فلا يقترب منها أحد ولا أى واحدة تلبس حذاءً بكعب عال.. إنما يجب أن يلتزم المراقبون والعميد والوكيل بحذاء كاوتش، لا يحدث أى صوت، ولا يؤثر على الطلاب، ولا يشتت انتباههم!.
على أى حال، هذه فرصة لتذكير المسؤولين حتى لا يتكرر الأمر فى امتحانات الثانوية العامة.. فطالب الثانوية مشدود الأعصاب، وكل دقيقة محسوبة عليه، وهو لا يريد أن يظهر فى التليفزيون إلى جوار الوزير، إلا عند ظهور النتيجة!.
باختصار، أوقفوا الزفة فى لجان الامتحانات، فهى لا تدعم الطلاب بقدر ما تدعم الوزير نفسه، وهى تضر بالطلاب وتضيع وقتهم وتشتتهم.. وتتسبب فى الضرر، فاجتنبوا الزفة الوزارية، فهى لا تحدث إلا فى بلادنا ولا معنى لها!.