توقيت القاهرة المحلي 08:05:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلمة السر

  مصر اليوم -

كلمة السر

بقلم : محمد أمين

شيعت مصر أمس جثمان الرئيس الأسبق حسنى مبارك في جنازة عسكرية ورسمية مهيبة تليق بوطن كبير وفقيد كبير.. ولا تندهشوا أن شعب مصر قد تعامل بهذه الطريقة مع مبارك، وهو الذي ثار عليه.. ولا يعنى هذا الاعتذار لمبارك ولا يعنى الاعتذار عن الثورة.. والتفسير المقبول لذلك أن مصر العظيمة لها موروث ثقافى واجتماعى تفخر به.. فهى تحترم أمواتها وتذكر محاسنهم.. ولا يعنى ذلك أنه لا يوجد فيهم عيوب أو سلبيات!

حسنى مبارك كان قائداً عسكرياً كبيراً، وكان رئيساً للبلاد، حكمها 30 سنة وله أنصار ومحبون بلا شك.. وحتى معظم الذين ثاروا عليه، وأنا منهم، كتبنا ننعيه وهو واجب وطنى يعلى من القيم المصرية العظيمة.. كما أن التغطيات الصحفية التي تمت هي تغطيات مهنية طبيعية، ولا تعنى الاعتذار ولا تعنى محاكمة الثورة.. إنما تعنى ضرورة دراسة سيكولوجية المصريين من جديد.. فالذين خرجوا للميادين يطالبونه بالرحيل هم الذين يشيعونه اليوم، ويهتفون له في لحظة الوداع!

لا تندهشوا ولا ترتبكوا.. فلا هو اعتذار ولا محاكمة للثوار.. هي جنازة لرجل خدم بلاده 30 عاماً.. أصاب وأخطأ.. وصنع له مريدين كما صنع له غيرهم.. لكن المصريين عامة يخرجون في العزاءات بلا قيد ولا شرط وكأن الدعوى قد انقضت.. وقد عشنا في الأرياف ورأينا من يشيعون خصومهم ويحضرون مآتمهم، ويقولون إلا العزاء!.. والموت علينا حق!

هذه هي مصر العظيمة التي تربينا فيها.. لا تشمت في الموت أبداً.. ولا تنسوا أن الرجل قياساً إلى غيره كان متسامحاً، واستسلم للثورة وتخلى في كبرياء والتزم بيته في هدوء، فلم يعلق على أي شىء جرى ولم يعلق على حكومات ما بعد الثورة، لا هو ولا رجال عصره.. وكلهم كان حضوراً في الحياة وحضوراً في الجنازة أمس.

هذه الأسباب ربما جعلت الناس تتسامح مع مبارك وعصره كما أن خطابه الذي سبق التنحى كان خطاباً عاطفياً وتمت إعادته أمس مئات المرات وهو يتكلم عن حياته وعن موته على أرض الوطن، دون أن يهرب.. فرأينا رجل دولة ورجال دولة صراحة وأسرة رئاسية تتصرف بقدر كبير من الانضباط في كل الأحوال.. في الحياة أو في المحاكمة أو حتى في الجنازة!

وباختصار، فالذين خرجوا عليه في الثورة لم ينكروا عليه حقه في التكريم، وصناعة تمثال له.. إنما أنكروا عليه أن تتحول الجمهورية إلى ملكية يورثها لأحد ابنيه.. وأنكروا عليه أن يحكمنا حتى الموت بلا ديمقراطية، ولا تداول للسلطة.. لكن عام الإخوان أعطاه البراءة منذ اليوم الأول لدولة المرشد.. وحلفنا بحياته وهو مازال بيننا.. هذه هي كلمة السر في التعاطف الكبير مع وفاة الرئيس الأسبق حسنى مبارك!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمة السر كلمة السر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon