بقلم - محمد أمين
هل هناك علاقة طردية بين تحريك الأسعار وتحريك الشعوب؟.. ولماذا لم يتحرك المصريون تحت ضغط الأسعار حتى الآن؟.. هل هناك مخاوف رسمية من هذا الاتجاه؟.. هل الشائعات اليومية هدفها إحداث هذا «التحريك»؟.. فمن الذى يريد تحريك المصريين؟.. ولماذا يريدون إثارة الشعب كى يتحرك مرة أخرى؟.. هل من السهل أن «يتحرك» الشعب بعد ثورتين؟!
ومهمتى هنا طرح الأسئلة.. وهناك جهات أخرى مهمتها الإجابة.. فحين تحدّث الرئيس عن ثورة الشائعات التى تستهدف مصر، كان يريد أن يتحدث بكل وضوح، عن مؤامرة تحريك الشعب لتدمير نفسه من الداخل.. وربما قال، فى أكثر من مناسبة، إن الشعب إذا تحرك هذه المرة سيقضى على الأخضر واليابس.. السؤال: لماذا نخشى «التحريك» ولا نقوم به رسمياً؟!
فإذا كان هناك من يريد «تحريك المصريين»، وإذا كان هناك من يحرض على «ثورة ثالثة».. وإذا كان هناك 21 ألف شائعة تستهدف الأمن القومى، كما ذكر الرئيس نفسه، فهل ننتظر القضاء والقدر؟.. هل هناك وسائل حمائية للرأى العام؟.. وكيف يمكن تقوية «مناعة الشعب» ضد الشائعات؟.. هل نحن فى حاجة إلى حقنة مناعة فعلاً؟.. وما هو أصل المخاوف بالضبط؟؟!
ودون لف أو دوران، أقول كان علينا دراسة تحريك الشارع فى اتجاه إيجابى، ليكون مشاركاً ومنتجاً، عن طريق مبادرات شعبية، وعن طريق الانتخابات المحلية، وعن طريقة حكومة «شوارع» تدعم كل فكرة جيدة.. ولكننا للأسف نخشى على الشعب من «التحريك»، ونخشى على مجلس النواب من «الاختطاف».. كأننا فى سن الحضانة، وكأنهم نواب كى جى وان!
فلا ينبغى أن ننسى أبداً أن هذا الشعب هو الذى تحرك لتصحيح مسار ثورة 25 يناير.. وهو هو نفس الشعب الذى قام بثورة 30 يونيو.. وهو هو نفس الشعب الذى تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى والتعويم ورفع الأسعار.. ولم يتحرك حتى الآن.. ولم يستجب لأى دعوة مشمومة للتظاهر أو العصيان المدنى.. ما دامت الدعوات خارجية، لأنه يعرف «متى يتحرك؟»!
وبالتأكيد هناك أوراق فى يد الدولة لم تستخدمها إطلاقاً.. الانتخابات المحلية واحدة منها.. وإصلاح الإعلام أيضاً ورقة أخرى.. (الإصلاح بطريقة غير التى جرت، حين تم وضع الأمور فى يد أشخاص تتمتع بالثقة وليس الكفاءة).. أيضاً المبادرات الشعبية والصحفية.. ولا ينبغى إهمالها.. ويمكن للدولة أن تحرك الناس بشكل «إيجابى»، عكس ما يريده «المتآمرون»!
وأخيراً، تحرك الشعوب ليس كله شراً، والشعوب لا تتحرك بالشائعات وحدها.. الناس تحركت فى 25 يناير ضد الظلم والاستبداد.. وتحركت فى 30 يونيو خوفاً على «هوية مصر».. فهناك أوراق ينبغى استخدامها.. وساعتها سوف «يتحرك الناس» لمصلحة الوطن أولاً!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع