توقيت القاهرة المحلي 00:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القراصنة!

  مصر اليوم -

القراصنة

بقلم : محمد أمين

تاريخياً كان القراصنة يقطعون الطريق على المراكب فى أعالى البحار وكان ذلك مشهوراً فى مناطق محددة ومعروفة فى الكاريبى، ما بين خمسينيات القرن السابع عشر وثلاثينيات القرن التاسع عشر وهو العصر الذهبى للقرصنة، وكانت بريطانيا تمارس هذه القرصنة ودول شمال أمريكا ودول غرب إفريقيا.. الآن عادت القرصنة من جديد فى شكلها القبيح على يد ترامب وأردوغان.. فقد علمنا أن ترامب مارس القرصنة على طائرات وشاحنات صينية فى طريقها بمستلزمات طبية إلى فرنسا.. وحدث الشىء نفسه من تركيا على طائرات فى طريقها إلى إسبانيا، التى كسرت الأرقام القياسية فى الإصابات!.

للأسف، لا هو من الإنسانية ولا من المروءة أن تحدث القرصنة على طائرات فى طريقها إلى دول تحتاجها لإنقاذ مصابيها من وباء العصر.. والحكاية ليست فتونة ولا بلطجة.. هذه الدول ينبغى أن يقف العالم كله فى مواجهتها وليس الدول المستهدفة فقط.. إن ترامب قد سن سنة سيئة وشجع السلطان العثمانى على ارتكاب عملية قرصنة حقيرة ضد إسبانيا.. فما معنى هذا السلوك العصابى البشع، غير أنها فتحة صدر وبلطجة دولية فى وقت ينبغى التعاون فيه!.

مؤلم جداً أن تتصرف أمريكا بهذه الحماقة وتأخذ شحنة مستلزمات طبية وتضرب السعر على فرنسا وتدفع أضعاف الثمن.. وأكثر إيلاماً تشجيع السلطان الحائر على ارتكاب نفس الجريمة ضد إسبانيا.. أين الإنسانية ومتى تتعلمون الدرس من المحنة؟.. ألم تعلمكم محنة الوباء أن تتعاونوا؟.. ألم تعلمكم الإيثار فى زمن يموت فيه الغنى والفقير، لا يفرق بين أحد؟.. ثم كيف تسقط الدول فى مستنقع القرصنة؟.. هل تتصرف الدول مثل العصابات؟!

هل التاريخ يعيد نفسه؟.. كان الأمريكان يمارسون القرصنة فى البحر، واليوم يمارسون القرصنة على الطائرات المتجهة إلى دول الغرب الحليف لهم، فمتى يتحرك الناتو لنصرة فرنسا وإسبانيا من الأمريكان والأتراك؟.. هل سفن الناتو وطائرات الناتو موجودة لصناعة مدينة الملاهى بعد تكهينها؟.. أظن أنه سيكون لكل حادث حديث بعد انقضاء الوباء، وقد يؤدى تكرار هذا الأمر إلى حرب عالمية، تستخدم فيها الحرب البيولوجية فعلاً!.

لقد حزنت عندما أعلنت الخارجية الإسبانية، أمس، أن السلطات التركية استولت على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت فى طريقها من الصين إلى إسبانيا.. وتبين أن الحكومة التركية تحتجز فى أنقرة شحنة من الإمدادات الطبية منذ السبت الماضى.. أسبوع كامل تحت القرصنة لم تتركها ولم تستفد بها!.

فماذا تفعل إسبانيا تجاه تركيا؟.. هل تترك الوباء وتعلن الحرب؟.. إن الدول لن تنسى أبداً الدول التى تفرجت عليها، أو سرقتها عن طريق القرصنة.. فلا إيطاليا سوف تنسى الاتحاد الأوروبى ولا فرنسا.. ولا إسبانيا.. فمتى يساهم هذا الاتحاد فى دفع الوباء؟.. أو متى يظهر العين الحمراء لتركيا التى تهدد دوله الأعضاء بسرقة المستلزمات الخاصة بها؟.. هل رجعنا من جديد إلى عصر ما قبل التاريخ والحضارة والقانون الدولى؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القراصنة القراصنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة

GMT 00:43 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تشيلسي الإنجليزي يستقرّ على بديل أنطونيو كونتي

GMT 10:07 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عفو رئاسي من السيسي عن متهمة في قضية شهيرة

GMT 12:49 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

النني ينعش خزينة الأهلي ب81 ألف جنيه استرليني

GMT 01:58 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

صورة الفنانة شادية قبل وفاتها تبكي محبيها

GMT 08:06 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري سعيدة بجائزة فاتن حمامة وتبرز معادلة نجاحها الصعبة

GMT 23:51 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

فوائد العناق بين الزوجين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon