توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتذار كامل الوزير!

  مصر اليوم -

اعتذار كامل الوزير

بقلم : محمد أمين

كانت صرخة الناس فى قطار الموت «الحقونا إحنا بنموت» تمزق القلوب، وبالفعل أحدثت صدى عاليًا فى كل مكان، وانتظرت الجموع الغاضبة تصرفًا حضاريًّا من الحكومة.. انتقل الوزير إلى موقع الحادث وانتقل النائب العام إلى موقع الحادث أيضًا على رأس وفد رسمى من النيابة.. واجتمعت الحكومة برئاسة الرئيس شخصيًّا.. وعقد رئيس الوزراء مؤتمرًا صحفيًّا.. وكانت العين على وزير النقل، فخرج الرجل يعتذر للشعب.. وتقدم باعتذار رسمى بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن هيئة السكة الحديد.. وهو تصرف حضارى لم نكن نسمع به من قبل.. أن يعتذر مسؤول، معلنًا مسؤوليته السياسية عن الحادث.. وهو تحول نوعى كبير فى سياسة حكومة مصر تجاه الشعب!

أسمعك تقول: كسبنا صلاة النبى.. وأقول لك: صلى الله عليه وسلم.. فالقصة ليست فى الحادث ولكن القصة فى معالجة الأزمة.. فهل كانت الحكومة متبلدة فى معالجة الأزمة؟ أم أنها مستعدة لتحمل المسؤولية؟.. وأنت تستطيع أن تحكم بنفسك.. هل كانت مثل حكومة عاطف عبيد فى تعاملها مع قطار العياط 2002؟ أم مثل حكومة نظيف فى تعاملها مع غرق العبارة السلام 95؟.. بالتأكيد التصرف مختلف.. فالرئيس يتابع الموقف، ورئيس الوزراء، والنائب العام.. وكافة أجهزة الدولة.. كل وزارة فى تخصصها.. وهو ما يعنى أن الحادث لن يمر مرور الكرام!

الحادث مروع بلا شك.. ولا يمكن السكوت عنه أبدًا.. والتحرك الرئاسى كفيل بأن يحاسب كل من أخطأ.. وهو بالتأكيد ليس الوزير.. وهذه ليست شهادة للوزير إطلاقًا.. والوزراء فى الدول الديمقراطية مسؤوليتهم سياسية، إما أن يعتذروا وإما أن يستقيلوا.. وقد اعتذر الوزير، ولكن الاعتذار وحده لا يكفى من جانبه، فهو الذى بدأ التطوير، وقد وضع يده على الجرح، وقال إنه بين أمرين: إما أن يوقف حركة السكة الحديد، وإما أن يقوم بالتطوير المطلوب مع تسيير الحركة بشكل جزئى.. وبالطبع سيختار الناس الحل الثانى والتشغيل الجزئى.. ورحم الله شهداء القطار.. فهى ليست الحادثة الأولى ولا الأخيرة.. لكنها ينبغى أن تكون الأخيرة فى عهد كامل الوزير على الأقل!

الاعتذار مقبول فى بلاد لا تعرف الاعتذارات من قبل.. بشرط أن نرى تغييرًا فى الموقف وعلاجًا للثغرات التى قد تفتح الباب لحوادث جديدة.. واعتذار الوزير عن الحكومة كلها والدولة المصرية، ويبقى أن ننتظر الإجراءات لتلافى أية حوادث مستقبلًا.. فهى ليست قضاء وقدرًا ولكنها أخطاء بسبب إهمال.. فتوقف القطار كان يمكن علاجه قبل التصادم بأى وسيلة ولو كان «اتصالًا تليفونيًّا» فى المحطة التالية!

ثقافة الاعتذار مهمة.. ولكم من المهم أن يشعر كل عامل وكل سائق أنه مسؤول، فلا يطنش وقت الأزمة.. ومعناه أنه كان من الممكن تلافى الحادث لو تحرك أقل عامل لإبلاغ المحطة.. الخطأ وارد، والعطل وارد.. ويبقى كيف تعاملنا مع الحادث الأليم.. هل نتساهل مع الخطأ؟ وهل نبرره مثلًا؟.. هذا هو السؤال الأهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار كامل الوزير اعتذار كامل الوزير



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon