توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتذار كامل الوزير!

  مصر اليوم -

اعتذار كامل الوزير

بقلم : محمد أمين

كانت صرخة الناس فى قطار الموت «الحقونا إحنا بنموت» تمزق القلوب، وبالفعل أحدثت صدى عاليًا فى كل مكان، وانتظرت الجموع الغاضبة تصرفًا حضاريًّا من الحكومة.. انتقل الوزير إلى موقع الحادث وانتقل النائب العام إلى موقع الحادث أيضًا على رأس وفد رسمى من النيابة.. واجتمعت الحكومة برئاسة الرئيس شخصيًّا.. وعقد رئيس الوزراء مؤتمرًا صحفيًّا.. وكانت العين على وزير النقل، فخرج الرجل يعتذر للشعب.. وتقدم باعتذار رسمى بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن هيئة السكة الحديد.. وهو تصرف حضارى لم نكن نسمع به من قبل.. أن يعتذر مسؤول، معلنًا مسؤوليته السياسية عن الحادث.. وهو تحول نوعى كبير فى سياسة حكومة مصر تجاه الشعب!

أسمعك تقول: كسبنا صلاة النبى.. وأقول لك: صلى الله عليه وسلم.. فالقصة ليست فى الحادث ولكن القصة فى معالجة الأزمة.. فهل كانت الحكومة متبلدة فى معالجة الأزمة؟ أم أنها مستعدة لتحمل المسؤولية؟.. وأنت تستطيع أن تحكم بنفسك.. هل كانت مثل حكومة عاطف عبيد فى تعاملها مع قطار العياط 2002؟ أم مثل حكومة نظيف فى تعاملها مع غرق العبارة السلام 95؟.. بالتأكيد التصرف مختلف.. فالرئيس يتابع الموقف، ورئيس الوزراء، والنائب العام.. وكافة أجهزة الدولة.. كل وزارة فى تخصصها.. وهو ما يعنى أن الحادث لن يمر مرور الكرام!

الحادث مروع بلا شك.. ولا يمكن السكوت عنه أبدًا.. والتحرك الرئاسى كفيل بأن يحاسب كل من أخطأ.. وهو بالتأكيد ليس الوزير.. وهذه ليست شهادة للوزير إطلاقًا.. والوزراء فى الدول الديمقراطية مسؤوليتهم سياسية، إما أن يعتذروا وإما أن يستقيلوا.. وقد اعتذر الوزير، ولكن الاعتذار وحده لا يكفى من جانبه، فهو الذى بدأ التطوير، وقد وضع يده على الجرح، وقال إنه بين أمرين: إما أن يوقف حركة السكة الحديد، وإما أن يقوم بالتطوير المطلوب مع تسيير الحركة بشكل جزئى.. وبالطبع سيختار الناس الحل الثانى والتشغيل الجزئى.. ورحم الله شهداء القطار.. فهى ليست الحادثة الأولى ولا الأخيرة.. لكنها ينبغى أن تكون الأخيرة فى عهد كامل الوزير على الأقل!

الاعتذار مقبول فى بلاد لا تعرف الاعتذارات من قبل.. بشرط أن نرى تغييرًا فى الموقف وعلاجًا للثغرات التى قد تفتح الباب لحوادث جديدة.. واعتذار الوزير عن الحكومة كلها والدولة المصرية، ويبقى أن ننتظر الإجراءات لتلافى أية حوادث مستقبلًا.. فهى ليست قضاء وقدرًا ولكنها أخطاء بسبب إهمال.. فتوقف القطار كان يمكن علاجه قبل التصادم بأى وسيلة ولو كان «اتصالًا تليفونيًّا» فى المحطة التالية!

ثقافة الاعتذار مهمة.. ولكم من المهم أن يشعر كل عامل وكل سائق أنه مسؤول، فلا يطنش وقت الأزمة.. ومعناه أنه كان من الممكن تلافى الحادث لو تحرك أقل عامل لإبلاغ المحطة.. الخطأ وارد، والعطل وارد.. ويبقى كيف تعاملنا مع الحادث الأليم.. هل نتساهل مع الخطأ؟ وهل نبرره مثلًا؟.. هذا هو السؤال الأهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار كامل الوزير اعتذار كامل الوزير



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon