بقلم : محمد أمين
سعاد أبوالنصر هى أحسن من كتبت التحقيقات الصحفية فى «أخبار اليوم»، أيام تهانى إبراهيم وزملائها الكبار، برئاسة الكاتب الكبير إبراهيم سعدة.. وكانت هذه التحقيقات قادرة على تغيير الثقافات والعادات فى مصر.. وكان يدعمها إبراهيم سعدة بقلمه الجبار فيغير القوانين فى مجلس الشعب.. وهى أكثر الذين خاضوا معارك صحفية فى فترة السبعينيات والثمانينيات.. وكانت طاقة جبارة تجاوزت حدود الزمان والمكان!
دعمت سعاد أبوالنصر كل الأفكار والمشاريع الصحفية فى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، وانضمت للعمل فيها.. وكانت صحيفة الوفد تصدر من أخبار اليوم وتُجمع وتطبع هناك.. وانضمت إلى الفريق المؤسس، برعاية من إبراهيم سعدة ليخدم تجربة صديقه وابن بلده مصطفى شردى.. وتوهجت أفكار سعاد أبوالنصر، وشاركت الفريق فى الأفكار والتنفيذ!
وعندما كتبتُ مقالاً عن الأستاذ عباس الطرابيلى «آخر الآباء المؤسسين» عاتبتنى سعاد أبوالنصر لأنى قلت إن الأستاذ سعيد عبدالخالق اخترع فكرة العصفورة.. فقالت: «لما انت بالذات تكتب كده أزعل».. فقلت ليه؟.. قالت لأنك تعرف أننى صاحبة الامتياز، وكان فواد باشا قد قرر صرف مكافأة لاختيار الاسم، وتنازلت عنها.. فقلت لها: نحن لا نكتب التاريخ يا أستاذة ولكن نكتب مشاعرنا تجاه الراحلين، والرجل كان يكتبها ويحررها عشرين عاماً، وكل مصر تعرف أنه «عصفورة الوفد».. فلم تقتنع سعاد، وقالت لو سمحت صحح للناس!
حدث فعلاً أننا كنا فى انتخابات نقابة الصحفيين، فى مثل هذه الأيام.. وحكت أبوالنصر هذه القصة، وسألت الأستاذ عباس عنها فقال هى صح.. دى الحقيقة يا ابنى.. بطريقته التى يعرفها المقربون منه.. وقلت ولكن سعاد لم تعلن اسمها مثل محمد عبدالقدوس ومجدى مهنا رحمه الله.. ربما كانت تحضر الاجتماعات الأسبوعية وتشارك بالأفكار.. ولكنها لا تكتب التحقيقات باسمها مثل مجدى مهنا، ولا تكتب الأخبار مثل محمد عبدالقدوس.. وبالتأكيد هى لم تعلن لظروفها، ولكن كانت الدنيا تعرف أيامها أنها معنا، وكان وزير الداخلية زكى بدر يعرف ذلك!
المفاجأة هى ما ذكرته «أبوالنصر» أن زكى بدر كان يعطيها الأخبار للعصفورة وهذه المعلومة على مسؤوليتها.. وعلى ما يبدو أن الوزراء كانوا يرسلون الأخبار على بعضهم.. ولذلك كان القراء يصدقون الأخبار، لأنها أخبار دقيقة عن الحكومة.. وكان الناس ينتظرون عدد الوفد الأسبوعى مساء الأربعاء من أجل العصفورة!
خلافى مع سعاد أبوالنصر أن العصفورة كانت امتيازاً للوفد، لا لسعيد ولا لسعاد.. وعندما خرجت العصفورة من الوفد، إلى صحف أخرى اشتغل فيها سعيد ماتت.. كانت الدنيا قد تغيرت، ولم يعد الوسط الصحفى يكتب أواخر عصر مبارك بالألغاز.. وهى حتى لا تصلح لهذا الزمان.. كل شىء يحدث الآن على الهواء مباشرة، ومع هذا فهى كلمة ضرورية لإثبات حق «أبوالنصر»، وحتى أبر بوعدى لها بتصحيح الواقعة، التى أكدها «الطرابيلى» فى حياته!
وختاماً أرجو أن أكون قد أديت الأمانة.. وعليه يغلق باب النقاش فى هذه القضية!