بقلم : محمد أمين
انطلق أمس العام الدراسى الجديد، وسط إجراءات احترازية مشددة، نتيجة انتشار فيروس كورونا، وهو يأتى فى إطار التعايش مع الفيروس، وهو قرار يعنى مواجهة الفيروس واستمرار الحياة.. فلا يمكن أن نعيش فى حالة إغلاق على النحو الذى عشناه فى 2020.. لأنه يعنى أن نموت جوعًا.. وقد كان البديل أن نفيق من النوم لنعيش ونزرع ونصنع وننتج.. وقرار التعايش ليس قرارًا مصريًا فقط ولكنه قرار عالمى.. فلا يمكن الإغلاق كليًا ولكن مواجهة كل حالة على حدة!.
وبدء الدراسة متزامنًا مع الموجة الثانية، لا يعنى التضحية بفلذات أكبادنا ولكن يعنى أن الحياة تستمر مع بعض الضوابط.. ولذلك تحركت وزارة التعليم على نحو جيد، وتم تقسيم الجمهورية إلى مجموعتين.. مجموعة تضم 12 محافظة بدأت أمس ومجموعة تضم 15 محافظة تبدأ اليوم.. ولا يسمح لطالب بدخول المدرسة دون كمامة وتعقيم.. ومن لا يلتزم يرجع من على الباب إلى بيته، فلا مكان له.. مفيش معلش ومفيش بكرة.. وهناك تفتيش حازم على هذه الإجراءات!.
وأعتقد أنها قد تكون بداية لعودة هيبة المدرسة.. فالمدير قد يتعرض للإقالة لعدم اتخاذ الإجراءات.. وبالتالى يكون يقظًا لكل شىء.. ومعه فريق معاون ينفذ بدقة واهتمام، وأنا شخصيًا أتمنى أن تصل الرسالة.. مدرسة تستعيد هيبتها.. ومدرس يستعيد مكانته، ونقول وداعًا للدروس الخصوصية.. ويصبح قرار التعايش مع الفيروس بداية لعصر جديد للمدارس!.
كثيرون استحضروا شكل الفصول قبل ثورة 52.. بعضهم يشير إلى عظمة المعلم.. ويشير فى الوقت نفسه إلى تراجع كثافة الفصول.. وبعضهم يشير إلى التفتيش المستمر والوجبات الساخنة للطلاب وطول ساعات اليوم الدراسى.. وأظن أن هذه المظاهر ممكنة الآن.. فقد تراجعت كثافة الفصول وطالت مدة اليوم الدراسى، وخضعت المدارس لتفتيش مكثف.. كما أن الفصول أصبحت نظيفة والأولاد فى وضع تعقيم والتزام بالكمامة.. ورب ضارة نافعة فقد نعود من جديد فى ظل هذا الوباء، إلى الأيام الماضية شكلًا ومضمونًا.. المهم أن يستعد المعلمون لاستعادة هيبتهم بالانضباط والترفع!.
وربما نتفوق على أيام زمان بالبحث العلمى والمناقشات بين المعلمين والطلاب.. فالقصة ليست جمهورية ولا ملكية.. القصة هى نظام التعليم.. بل قد نصل إلى نموذج أوروبا، وقد أصبحت عندنا دراية كاملة بالمناهج الدراسية وطرق التدريس، وانفتح المعلمون على الغرب من اليابان إلى أمريكا!.
عندى إحساس أننا قد نصنع من المحنة منحة، وقد نتوسع فى إنشاء المدارس لتقليل كثافة الفصول.. وقد يكون من حسن حظ هذا الجيل أنه بدأ التعليم الإلكترونى أو عبر منصات وقنوات فضائية، واستعان بالبحث العلمى فقد يفجر طاقات الكثيرين، ويتخلصون من الحفظ والتلقين. هناك رغبة إلى حد الإيمان، وقد حانت لحظة تطبيق الفكرة، وقد يكون الوزير طارق شوقى من أوائل الوزراء الذين غيروا نظام التعليم فى مصر، فى زمن الكورونا.. فهل تتحول المحنة إلى منحة؟!.