توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البكاء فى الحمام!

  مصر اليوم -

البكاء فى الحمام

بقلم : محمد أمين

أصعب لحظات البكاء أن تبكى وحدك فى الحمام.. أن تذهب بعيدًا حيث لا يراك أحد.. أن تبكى بصوت أعلى من المعتاد.. وأصعب لحظة أن تتكلم فى الحمام، حيث لا تجد مَن تتكلم معه.. فى هذه اللحظة تختفى عن العيون، حتى لا يتهموك بالجنون.. أما أحلى لحظات الغناء فهى فى الحمام أيضًا.. فقد شهد الحمام لحظات سعيدة جدًا، ولحظات «قاسية» لا حدود لها!

فأنت تبكى عندما تلتقى حبيبًا، وتبكى أيضًا عندما تفارق الحبيب.. مهما اختلفت الشعوب والثقافات فإنها تبكى فى لحظة فرح.. الأم تبكى عندما تتزوج ابنتها.. الأب يتماسك، ولكنه قد يذهب إلى الحمام ليبكى بعيدًا.. هذه حقيقة.. وهكذا إذا التقيت صديقًا، أو زرت بيت العائلة، أو تذكرت أهلك.. لسنا شعوبًا نكدية.. ولكننا نتطهر.. ويبدو أن الحمام «اختراع عالمى» للبكاء!

وقد تذكرتُ كل ذلك، وأنا أقرأ سطورًا كتبتها كيم كاردشيان.. فقد صنعت مفاجأة لأمها فى عيد الميلاد.. فكرت: ما أفضل مكان للاحتفال بعيد الميلاد؟.. واكتشفت أنه المكان الذى شهد الطفولة والصبا والأحلام.. فاستأجرت البيت الذى عاشوا فيه.. وعاشت كل التفاصيل، ثم استأجرت السيارة القديمة وربما بالأرقام نفسها تقريبًا.. وكانت «ليلة اختلطت فيها الدموع»!

حاولت «كيم» أن تكتم «السر» حتى يوم الاحتفال.. وكانت تجهز كل شىء.. حتى إذا ذهبت الأسرة، لا تشعر أن شيئًا قد تغير.. واصطحبت أمها وأشقاءها وبعض الأصدقاء.. وقدمت دعوة حضور عيد الميلاد.. وفوجئوا جميعًا أنه نفس «العنوان القديم».. واستقلوا نفس السيارة القديمة.. وكانوا يبكون من المفاجأة.. واختفت «كيم» لتبكى فى الحمام وحدها، دون أن تصدق!

كانت «أسرة كيم» قد تركت البيت القديم منذ سنوات عديدة.. لدرجة أنه لم يخطر ببال أحد أن الاحتفال فيه.. قالت «كيم» إنه بيت الذكريات والطفولة والأحلام.. ونشرت الصور على إنستجرام، وكتبت: «اليوم نحتفل بأمى فى عيد ميلادها».. واستعملت كل أدوات الإخفاء والتمويه.. وحدثت المفاجأة.. وكانت نوبة بكاء جماعية.. نفس الأشياء، البيت والسيارة، فلا شىء تغير!

لا أحد ينسى ذكرياته مهما حدث، فأنت لا تنسى بيت العائلة أبدًا.. ولا تنسى قريتك.. ولا تنسى أصدقاءك القدامى.. زملاء الابتدائى والإعدادى والثانوى.. لا تنسى شجرة الجميز إطلاقًا.. وكثيرًا ما أتكلم مع صديقى الدكتور عبدالناصر عبدالله، استشارى القلب، وكثيرًا ما يُذكِّرنى بكل شىء.. رغم أن القرية تغيرت.. وتم هدم البيوت القديمة، لإقامة بيوت حديثة مكانها!

وربما كانت «كاردشيان» محظوظة لأنها وجدت البيت القديم، ووجدت سيارة الأسرة القديمة.. فلا شىء تغير.. هناك لا يهدمون البيوت ولا يقطعون الأشجار، ولا يغيرون طبيعة الأماكن.. وفى بلادنا قد لا نجد حتى أطلال البيوت لنبكى عليها.. وقد لا نجد شيئًا من الذكريات، إلا فى المقابر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البكاء فى الحمام البكاء فى الحمام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon