توقيت القاهرة المحلي 00:40:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميت بدرجة شهيد

  مصر اليوم -

ميت بدرجة شهيد

بقلم : أمينة خيري

بينما الكوكب مشتت بين تقصى آثار فيروس قاتل مراوغ، ومسابقة الزمن للعثور على علاج ولقاح، وتخطيط لمستقبل التعايش، إذ بنا نطل بطريقتنا الخاصة على سكان الأرض.. نبهرهم ونتركهم معقودى الألسنة، ونحرجهم ونلوح لهم بورقة احترام الخصوصية والإذعان للتفرد الثقافى لوأد السخرية والانتقاد.

طالعت خبراً «مهمًا» تراوحت عناوينه بين «ليس كل من مات بفيروس كورونا شهيداً» و«من مات بفيروس كورونا يدخل فى نطاق الشهداء لكن بشروط» و«بشرى لأهالى موتى كورونا: بعضهم شهداء». وكم تمنيت ألا يكون فحوى الخبر ما أخشاه، ألا وهو توزيع صكوك منزلة الشهادة دنيوياً وعمل قوائم بمن يدخل الجنة دون حساب، ومن يشوى فى نار جهنم، ومن يقف ينتظر الحساب مثله مثل الموتى العاديين. لكن وجدت أن «الفتوى» المذكورة تحدد احتساب من مات بالفيروس شهيداً، لكن بشرط أن يكون قد مات صابراً محتسباً راضياً بما قدر الله له، ولا يكون قد خرج من البلد الذى ظهر فيه الوباء، وأن يكون قد التزم التعليمات الصحية. وحتى إذا تركنا جانباً هموم الأخوة فى الكوكب الشقيق فى بقية دول العالم بين مواجهة وصراع وبحث ودراسة وتخطيط، وسلمنا بأن السؤال حين يرد لأهل العلم يجب أن يتم الرد عليه بشكل أو بآخر، لماذا لا يقوم أهل العلم بدورهم التنويرى التثقيفى التقويمى ويطلبون من السائل أن يعود إلى رشده، ويدعه من توزيع ميداليات الشهادة لمن يملكها ألا وهو الله سبحانه وتعالى، وذلك بلهجة حاسمة واضحة، مع إسداء نصيحة للسائل بأن يشغل تفكيره بما يقع فى حدود دنياه بين علم ووقاية وتفكير فى مستقبل التعايش، وذلك بدلاً من الإغراق فى عوالم أخرى؟!.. ولماذا لا يقوم أهل العلم الدينى بتكليف جهة علمية مختصة بعلوم النفس والاجتماع وأمراضها بعمل بحث علمى مستفيض للوقوف على الأسباب التى تدعو البعض إلى شغل تفكيره فى ظل هذه الأوضاع بهل يكون ميت كورونا شهيداً، بل يسأل إن كان لزاماً عليه أن ينوى الشهادة قبلها؟!!!

عموماً، فإن السؤال يفتح الباب أمام أسئلة أخرى بالغة الأهمية، مثل: وماذا عن المسيحى أو اليهودى أو البوذى الذى مات محتسباً صابراً راضياً؟ وماذا عن العالم غير محدد العقيدة الذى مات بينما يبحث عن لقاح أو علاج؟ وماذا عن الطبيب الذى ترك البلد الذى ظهر فيه الوباء ورحل إلى بلد آخر للقيام بمهمته فى العلاج؟ وماذا عمن مات بالفيروس لكن آلامه المبرحة دفعته ليشعر بالغضب لما أصابه ففقد شعوره بالرضا والاحتساب تحت تأثير الألم؟ وماذا عمن مات وهو يقول إنه كان راضياً محتسباً رغم أنه فى قرارة نفسه لم يكن قد رضى أو احتسب؟ وماذا عمن مات بالفيروس وهو راض ومحتسب لكنه كان «واكل مال النبى» فى حياته نصاباً محتالاً ناهباً؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميت بدرجة شهيد ميت بدرجة شهيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon