توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حماية الجبهة الداخلية!

  مصر اليوم -

حماية الجبهة الداخلية

بقلم : محمد أمين

مصر لا تحارب ولكنها فى حالة حرب.. ومن المنطقى أن الدولة التى تكون فى حالة حرب تكون الجبهة الداخلية فى حالة تماسك واستقرار لدعم المجهود الحربى، وطبقًا لما ذكرته ويكيبيديا فإن مصطلح جبهة داخلية هو مصطلح يشير إلى القوة المدنية الشعبية للدولة أثناء حالة الحرب، إذ تمثل النشاطات الداعمة للمجهود الحربى عاملا مساعدا لتحقيق النصر فى جبهات القتال، وقد حققت الجبهة الداخلية فى الحرب العالمية الثانية عاملا موثرا فى انتصار الحلفاء أمام دول المحور، بعد أن تمكنوا من حشد القوة المدنية لدعم المجهور الحربى!.

لذا فمن غير المعقول أن يكون المجتمع المصرى فى حالة قلق على يومه وغده، بسبب ما أشيع عن هدم المساكن أو التصالح بشأنها أو قطع المرافق عنها.. وهو أمر أشفق على الدولة منه حاليًا.. فلا حديث فى كل تجمع إلا عن العمارات التى يسكنون فيها، إن كانت مخالفة أو غير مخالفة.. وكان الثابت أن العمارات التى تدخلها المرافق فإنها علامة على صلاحيتها «رسميًا» ومراجعتها «قانونيًا» وحصولها على «مصالحات» حتى دخلها الغاز والمياه والكهرباء.. فكيف يتحرى طالب السكن عن عقار حصل على كل هذه الموافقات؟!.

والسؤال: كيف يعيش كل هؤلاء فى جو من الخوف بسبب الكلام عن التصالح والهدم والبناء؟.. الأكثر مرارة أن الساكن هو المطالب اليوم بدفع قيمة التصالح، وليس المقاول، إن كانت شقته مخالفة وهو لا يعرف.. أو تقطع عنه المرافق.. هل هذا معقول؟.. كأن الأمر أصبح تحصيل المليارات من طبقات متوسطة ومعدمة أحيانًا حتى تعيش فى أمان.. فمن الذى فكر فى هذا القانون؟.. وهل يصح دستوريًا تطبيق أى قانون بأثر رجعى؟!.

زمان كانت الدولة تتردد، لدواع أمنية، فى تنفيذ أوامر الهدم والإزالة.. وكان يحلو للبعض أن يسميها الدولة «الرخوة» فشاعت العشوائيات والمناطق السكنية غير الآمنة.. والآن جاءت الدولة لتصلح ما أفسدته دولة الفساد أو الدولة الرخوة لتؤكد «هيبة الدولة»!.

وأعتقد أن فرض الأمر بالقوة كما يحدث الآن يعرض المجتمع لحالة من الخوف والاضطراب نحن فى غنى عنها الآن، حتى يتحقق الاصطفاف خلف الدولة فى معركتها للدفاع عن الأمن القومى.. مهم إيجاد حالة توازن بين هيبة الدولة ومصالح الناس.. فلا يطبق القانون بأثر رجعى عليهم.. كما أن التصالح يتم بطريقة تسمح للناس بالحياة وليس بأن يشتروا الشقة من جديد.. أٌقول هذا لدواع أمنية يجب أخذها فى الاعتبار!.

وأخيرًا، أضع هذه السطور بين يدى الرئيس.. فالجبهة الداخلية مهمة، وتوقيتات التعامل معها مهمة للغاية.. فلا يصح الأخذ بنصيحة «أحادية الجانب» فى التعامل مع مشكلة عمرها عقود، فلماذا نتخلص منها اليوم مرة واحدة، بحجة تأكيد هيبة الدولة؟.. إننى أنصح بالتعامل الذكى مع ملف المخالفات، ولا أريد أن ترتعش يد الدولة، ولا أريد أن يرتعش المواطن أيضًا، فالدولة تحمى المواطن ولا تستأسد عليه أبدًا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماية الجبهة الداخلية حماية الجبهة الداخلية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon