بقلم : محمد أمين
المصريون اليوم فى مهمة وطنية لانتخاب مجلس شيوخ مصر.. وهم يفعلون ذلك بدوافع وطنية؛ وليس تحت تأثير الغرامة التى أقرها مجلس النواب عبر لجنته التشريعية.. مهم أن يؤدى المواطن واجبه الدستورى بدافع الوعى وليس التخويف والغرامات.. مهم قبل ذلك أن تقدم له العناصر المقنعة للذهاب للجان الانتخابات.. ومهم أيضا أن تكون هناك حملات إقناع.. فالمواطن الذى لا يذهب مقتنعًا لن يذهب بالغرامة أبدا!.
وبالتأكيد قبل هذا وذاك لابد أن يشعر المواطن بجدية الانتخابات وقوة المنافسة.. وفى الحقيقة لا هناك جدية ولا منافسة.. فكيف تتحرك الأمة المصرية لتصوت لقائمة واحدة ستفوز بالتزكية.. فلماذا نحشد كل هذه الحشود بالترغيب والترهيب، بينما لا نحتاج لأكثر من 5% فقط كى تنجح قائمة المرشحين الذين حجزوا مقاعدهم فى مجلس الشيوخ أصلا؟!.
على الأقل أقنعوا الناس بالطريقة وأقنعوهم بالأشخاص.. هل تم اختيارهم بطريقة صحيحة؟.. الإجابة لا.. هل تم اختيارهم على أساس أنهم عقول مصر فى مجلس الشيوخ؟.. الإجابة لا.. فكيف تم اختيارهم؟.. لقد تم اختيارهم على أساس الملاءة المالية وليس الملاءة الجماهيرية أو العلمية أو الأخلاقية. كما تم اختيارهم بشكل عشوائى.. كيف يكون حفيد المرشد مرشحًا فى انتخابات مجلس يناهض الإخوان؟.. وكيف يتم ترشيح عناصر تمثل تزاوج الثروة والسلطة مرة أخرى؟.. هل ننتج مجلسًا أقرب إلى برلمان ما قبل الثورة؟.. فما الجديد إذن؟!.
كيف نقنع الناس بأننا مختلفون هذه المرة؟.. وما المعايير؟.. هل نزفُّ الجماهير لتذهب إلى لجان التصويت لتنتهى إلى لا شىء؟.. هل يصدق الناس حين تغنى الأغانى الوطنية؟.. إن الاختيار الحقيقى لا يجعلنا نخشى من انصراف المواطنين؛ ولا يجعلنا نخشى من حالة اللامبالاة!.
أخيرا، المواطن حين يشعر أنه شريك سوف يذهب طواعية دون غرامة، وسوف يصوت حبًا فى المشاركة، وسوف يعرف أنها مهمة وطنية عليه المشاركة فيها.. وليس لأن هناك من يغريه بخدمة أو يخوفه من غرامة.. لقد كنا نفخر بالانتخاب ونلون أصابعنا بالفوسفور.. كيف تغير كل ذلك فى بضع سنين؟!.