بقلم : محمد أمين
لا طعم للعيد بعيدا عن الأهل والأصدقاء. هذه حقيقة.. وإن كان هذا العيد غير كل الأعياد السابقة، سواء كان مع الأهل أو مع غيرهم.. فهو عيد بطعم الكورونا.. أى بطعم الرعب.. فأنت لا تستطيع أن تسلم على أحد ولا تقبل أحدا.. ولا تشعر بالحرارة التى كنت تشعر بها عند اللقاء كما كان فى مناسبات سابقة.. وحتى الحج هذا العام ليس كأى عام.. فقد أدى الفريضة عدد قليل من الناس.. وهم الذين يعملون فى السعودية أو من أبناء السعودية فقط، وبرغم أنهم استمتعوا بعدم الزحام فإنهم كانوا قلقين من مخاطر الإصابة بالفيروس!
وقد لاحظت أننا نسلم بالعيون والانحناءة البسيطة عند اللقاء، ولا أدرى إن كان ذلك يكفى أم أن البعض يظن ذلك من قبيل التعالى أم يتفهم الظروف الاستثنائية التى تمر بها البشرية؟.. حقيقة أريد أن يتفهم البعض ما نحن فيه دون أن يغضب أو يتأثر، أو يشعر بالضيق.. صحيح هى سلوكيات لم نعتد عليها لكننا مجبرون عليها للأسف، ومضطرون لأن نمارسها بهذه الطريقة كى لا نؤذى بعضنا!
أحاول فى هذه السطور أن أقنع نفسى أن الناس تتفهم ذلك.. وأننا لابد من تغيير الثقافة الصحية والثقافة اليومية فى المعاملات.. المهم أن يتفهم الناس ذلك.. خاصة إذا كنت تلبس الكمامة وتسلم بالقفاز الطبى!
ولِمَ لا؟ فكثير من عاداتنا تتغير.. فقد كنا نذبح الأضاحى فى البيوت والشوارع وأصبحنا نطالب الناس بعدم الذبح خارج السلخانات.. ثم جاء بعد ذلك حديث الصكوك.. وهى طريقة لا تشعر فيها بأنك قمت بالأضحية وشاركت فى توزيع اللحوم على المحتاجين والأهل.. وكأن الحياة تتحول إلى ممارسة أتوماتيكية بلا مشاعر.. فهل سيكون من آثار الكورونا أن نصل إلى مجتمعات مفككة تنقلب على عاداتها القديمة؟!
بشكل شخصى.. لقد تغير طعم العيد لأنك تبحث عن أبيك فلا تجده وتبحث عن أمك فلا تجدها.. وهكذا بالنسبة لعمك وعمتك وخالك وخالتك وأخيك الأكبر وأختك.. فأى طعم بعد هذا؟.. القصة ليست الكورونا وحدها ولكنها يجب أن تكون درسا فى الحياة يزيد الوعى ويحافظ على مساحات العلاقة بين البشر!