بقلم : محمد آمين
الذين استعجلوا قرار الحظر اشرب يا عم.. جالك الحظر، إذا خرجت ستدفع 4 آلاف جنيه غرامة أو الحبس.. فى السعودية يدفعون عشرة آلآف ريال سعودى.. فى أمريكا يضربونهم بالرصاص المطاطى.. ودعونى أشكر الإدارة المصرية مرة أخرى أنها اتخذت القرار بترتيب خاص وثقة عظيمة!
فالجيش لن ينزل لتطبيق الحظر.. وإنما الشرطة هى التى ستطبقه على الجميع بكل حسم وحزم.. المهم الجيش يظل يقوم بواجبه المقدس.. وإذا كان الإخوان الشياطين يريدون نزول الجيش فى الشوارع فلم يحدث ولن يحدث.. والشرطة المدنية قادرة على المواجهة وفرض القانون، وإرادة الدولة وسنساعدها بكل قوة وقد قال «مدبولى» إن الداخلية سوف تتعامل بمنتهى الحزم والحسم مع الخارجين على القانون والمخالفين للإجراءات..
وأسعدنى أن الرئيس لم يتخذ القرار، وإنما فوّض رئيس الوزراء لإصدار القرار.. وفهمت منه أن الجيش لن ينزل لتطبيق الحظر.. وهو أمر جيد، لأن من يتخذ قراراً يخص نزول الجيش، هو الرئيس نفسه والقائد الأعلى للقوات المسلحة.. ولأنه أمر داخلى فلم ينزل الجيش.. ولم يجتمع الرئيس قبله مع مجلس الأمن القومى.. وهى أمور تدل على وعى كبير بتحركات الجيش.. لأن الشياطين يريدون ان ينهكوا الجيش ويستهلكوه!
فقد استغرب البعض أن الرئيس أعلن عن قرارات سوف يتخذها مدبولى ولم يكشف عنها، وانتظروا أن يعلنها الرئيس، فتركها لمجلس الوزراء.. مصر ليست الرئيس فقط!
هؤلاء لا يعرفون أن فى مصر حكومة ولها رئيس وزراء، ومهمته الآن اتخاذ حزمة إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا.. لتحقيق أعلى معدل أمان ولتحقيق سلامة المصريين، بما لا يؤثر على متطلبات الحياة اليومية.. ثم إن الرئيس لا يريد تكليف الجيش، ولكنه اتخذ قرار الحظر.. فأصبحنا أمام حظر لا ينفذه الجيش على طرييقة أيام الثورة.. وإنما تنفذه الشرطة وهى أعلم بطريقة التنفيذ والتعامل مع المدنيين!
كل يوم تثبت الدولة أن أزمة كورونا كشفت عن طريقة محترمة للإدارة، تتدرج طبقا للاحتياجات، ولا تنزل علينا كالصاعقة، ولا تشغل بالها بمن اتخذوا قرارات مماثلة فى العالم!
فالأمر ليس سباقا بين حكومات.. ولكن كل دولة لها خصوصية ولديها استعدادات.. وهى أدرى بشؤونها.. وأعلم بدنياها.. وأظن أن مصر نجحت على مستوى القيادة، وبقى أن تنجح على مستوى الشعب فى الاستجابة للإجراءات.. فالجلوس فى البيت يمكن أن يجنبنا خسائر بشرية رهيبة، فلا نلاعب إيطاليا ولا الصين فى النهائى، كما يتندر البعض لا قدر الله!
وعلى أى حال، عندنا فرصة لكى نؤكد أننا شعب متحضر، ولا نقف عند سبعة آلآف عام، وإنما نؤكد أننا شعب يستطيع أن يضرب المثل فى الأزمات فكلنا نمارس نشاطنا اليومى على الهواء مباشرة والعالم كله يرانا.. فلا تكونوا مثل إخوان إسكندرية الذين يهتفون ضد الفيروس، ويقولون يسقط فيروس كورونا.. وباختصار، الشاطر يخرج للشارع بعد قرارات الحظر!.