بقلم : محمد أمين
لا أدرى لماذا تختار أمريكا الأعياد الإسلامية؟.. ذبحوا «صدام» فى عيد الأضحى، والآن يذبحون الكل بصفقة القرن.. فالحرب ليست مؤكدة على إيران، ولكنها حركات تمثيلية لاستنزاف الخليج وابتزازه.. ومنذ تحركت حاملة الطائرات الأمريكية «إبراهام لنكولين» وهى تعرف أنها لن تخسر شيئاً.. لا من طائراتها ولا من طاقم أفرادها.. ولكن الرحلة «مدفوعة مقدماً»!.
ومعناه أن الحالة العنترية الإيرانية مقصودة.. ومعناه أن حالة المظلومية الإسرائيلية مقصودة أيضاً.. الحرس الثورى يوجه صواريخه الإعلامية ضد البيت الأبيض.. يقول: «إن واشنطن لا تملك الجرأة أو القدرة على شن حرب على إيران، وإنه إذا أقدمت على التحرك ضدنا فسنضربها فى الرأس».. وتل أبيب تقول إنها قد تواجه «هجمات مباشرة» إذا تصاعدت المواجهة!.
أفهم من هذا أن «صفقة القرن» هى «الحقيقة» فى هذا التحرك الأمريكى وليس ضرب إيران.. ولكن ما يحدث فى الخليج مجرد دخان لتمرير الصفقة.. أخشى أن أقول إن الخليج يستوعب ذلك ويدفع ثمنه.. وإيران تعيش دور «شجيع السيما»، وتهدد بالضرب فى الرأس، وتستعرض قواتها العسكرية.. أما الحرب فهى مستبعدة.. لا يمكن أن «تتورط» فيها أمريكا بعد العراق!.
ولا مانع من تعبيرات عنترية مثل التى كنا نرددها يوماً ما، بأننا سنلقى إسرائيل فى البحر.. وبالمناسبة فإن تل أبيب التى تتخوف من ضربها بالوكالة من حزب الله هى تعرف أنها «آمنة».. فما الذى يحدث فى الأفق؟.. أقول إنها حرب إعلامية ونفسية لزوم المعارك الحقيقية أو الوهمية.. «سيبونى عليه هقطعه».. سنضربه فى الرأس.. أى كلام من هذا القبيل وخلاص!.
صحيح أن «إبراهام لنكولين» تحركت.. وصحيح أنها لا تخرج مجاناً أبداً.. ولكن لا تنسوا أنها تحركت بأوامر «رجل أعمال» يعرف ألا يخسر.. يؤمن بالمثل الذى يقول «الإيد البطالة نجسة».. تجيب دولارات أحسن من «قعادها».. لم يكفه ما أخذه.. وفى هذه الحالة يلعب سياسة تخدمه فى الانتخابات القادمة.. ينفذ صفقة لصالح إسرائيل، ويقبض ثمن تحركات «لنكولين»!.
وهنا يقدم لك المخرج الأمريكى ملامح حرب تنشغل فيها.. ثم تخرج من الفيلم أو من الأزمة وقد ضاعت القضية المركزية.. بعض الدول التى ليست لها علاقات دبلوماسية ستستضيف وفوداً يهودية علناً.. سترى عملياً أن الأوضاع تحتدم فى الخليج.. ستكون البيئة السياسية مهيأة.. ستسمع بيانات حرب.. إنه فيلم من أفلام هوليوود.. لا تخسر فيها أمريكا دولاراً!.
باختصار، يريد ترامب أن يخرج بطلاً.. ويريد أن يحقق ما فشل فيه الآخرون.. بالتهديد مرة.. وبإعلان الحرب مرة.. مع أن الحرب لا علاقة مباشرة لها بالقضية.. لكنها «الدخان» الذى يعمى العيون عن صفقة القرن.. ويدخل ترامب الانتخابات فيصفق له الأمريكان، ويبقى فى البيت الأبيض من جديد!.