بقلم : محمد أمين
كم كاتباً يمكن أن يترشح فى انتخابات مجلس الشيوخ القادم أو مجلس النواب؟.. وهل يتم اختيار هؤلاء ضمن القوائم أم يترشحون فردياً فى دوائر تصل إلى محافظات كاملة؟.. ولماذا لا ينجح الكتاب فى الانتخابات البرلمانية كما كان يحدث زمان قبل ثورة 23 يوليو 52؟.. ولماذا لا ترحب المجالس البرلمانية بوجود كتّاب ومفكرين؟.. هذه الأسئلة فجرها مقال الزميل رامى جلال، فى مقاله «مغامرات عشرين عاماً فى مجلس النواب»، وهو يحكى عن تجربة والده الكاتب الكبير الراحل جلال عامر فى الانتخابات، وإهدار النظام لكثير من الفرص!
وأتساءل: ما الذى يضير النظام الحاكم من وجود كتّاب وطنيين من عينة جلال عامر فى البرلمان؟.. وهل أفاد نظام مبارك من تجربة برلمان 2000 وما بعدها إلى 2010، أم خسر خسراناً مبيناً وكانت هى الشرارة لثورة 25 يناير؟.. على أى حال أظن أن جلال عامر- رحمه الله- اكتوى على مدى دورتين فى انتخابات برلمانية لعب فيها المال السياسى والشعارات الدينية ما يكفى، ولو عاش حتى اليوم ما ترشح من جديد مهما كانت المغريات!
والسؤال من جديد: كم مفكرا أو كاتبا فى مجلس الشيوخ القادم؟.. أليس هذا هو بيت خبرة الوطن ومجلس الحكماء؟.. كيف تصدرت القائمة أسماء رجال أعمال وأصحاب أموال؟.. وما هى الحكمة من عودة مجلس الشورى باسم مجلس الشيوخ؟.. أليس الأجدى أن نعطى لمجلس النواب صلاحيات استخدام الأدوات البرلمانية والرقابية على الحكومة؟.. هل قدم مجلس النواب استجواباً واحداً حتى الآن خلال دورة انعقاد كاملة، حتى إن الرئيس طالب البرلمان باستخدام صلاحياته؟!
وللعلم فى مجلس الشورى، أيام مبارك، كان هناك أسماء كتاب بارزين، مثل أنيس منصور وإبراهيم سعدة وصلاح منتصر وإبراهيم نافع.. وكان الأستاذ جمال بدوى يريد أن يلحق بهؤلاء معيناً فى مجلس الشعب، وأنا شاهد على هذه القصة.. فقد كنت مسؤولاً عن تغطية الانتخابات فى عام 1995، وكنت أتابع كل الأخبار عن الانتخابات الرسمية والقادمة من الدوائر.. وذات يوم سألنى الأستاذ جمال عن القرار الجمهورى بتعيين النواب العشرة.. فلم يكن القرار قد صدر بعد.. فقال أبلغنى فوراً عندما يأتى الخبر.. ويبدو أنه تلقى تأكيدات بذلك، فلما صدر القرار قلت له، ورأيت فى وجهه خيبة أمل وغضب شديدين!
وكنت أعذر الأستاذ جمال بدوى لأنه لا يملك أن يترشح، ولم يكن هناك باب له غير التعيين، ولكنهم خذلوه كالعادة.. كذلك كنت أعذر الأستاذ جلال عامر، فلم يكن يخوض هذه التجربة الوطنية إلا بهذه الطريقة، ولكن كان الحزب الحاكم يفضل التزوير، والإخوان يفضلون استغلال الدين، حتى نجح عامل المسجد الإخوانى على الكاتب والمفكر الوطنى!
أخيراً: كم كاتباً أو مفكراً أو عالماً فى مجلس حكماء مصر؟.. هل تغيرت الظروف عن أيام جمال بدوى وجلال عامر؟!