توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدرسة الوفد!

  مصر اليوم -

مدرسة الوفد

بقلم : محمد أمين

لم يكن من الممكن أن أكتب عن الأستاذ عباس الطرابيلى يومًا واحدًا.. فلا يمكن لعمود صحفى ليوم واحد ان يحيط برجل له تاريخ.. إنما كانت محاولة للرثاء وتذكير الناس به، فالناس لا تنشغل بالحضور، ولا تعطيهم أقدارهم.. وبالتالى فإن الذين عايشوا الراحلين أقدر على النفاذ إلى الشخصية من غيرهم، وقد يضعون أيديهم على بعض النقاط المهمة فى مشوارهم.. وأظن أن التركيز على مدرسة الوفد كان أهم عند «الطرابيلى» من الكلام عنه.. وهى المدرسة التى اشتغلنا فيها وعملنا بها، وكانت امتدادًا لمدرسة أخبار اليوم!

ومن حسن حظى أن بدأت فى الوفد محررًا ورئيسًا لقسم الأخبار ومديرًا للتحرير، حتى انضممت إلى منتخب كتاب مصر فى «المصرى اليوم»، وهى على خطى أخبار اليوم أيضًا.. وتتميز بالصنعة والفكرة والمعالجة المحببة إلى نفس الجمهور.. وكان الأستاذ «الطرابيلى» قريبًا من الصحفيين، لأنه يحكى عن مغامراته، قينقل لهم خبراته.. وكان ينقل لهم بطيبة قلب ما جرى له فى بداياته فى أخبار اليوم، فى العمل والسكن.. فكنا نرى أنفسنا فيه.. نفس المعاناة.. وكان يفرز من يصلح ومن لا يصلح، ويترجم هذا التقييم إلى فلوس.. سواء فى المرتب أو المكافآت!

وأود الإشارة إلى أن المدرسة كان فيها المدير والناظر والوكيلان، وكان مصطفى شردى اسمًا جديدًا فى الصحافة المصرية لكنه كان وطنيًا وعبقريًا، إذا كتب يصدقه الناس ويشترون الجريدة لأجله.. ولم يكن جمال بدوى بأقل منه.. فقد كان يكتب من التاريخ ما يمكنه من الإسقاط على الواقع الذى عاش فيه، وأخص كتاباته عن «نكبة البرامكة».. ولكن المقال الذى عرضه للأذى والضرب فى صلاح سالم كان مقال «صدقت امرأة وأخطأ عمر».. ولم يتحمل النظام وتولى المواطنون الشرفاء تأديبه بالضرب والركل!

ونجحت مدرسة الوفد فى تحريك المياه الراكدة، من صحافة تابعة ومؤممة إلى صحافة مواطن تنحاز إليه وتكتب له وتعبر عنه.. واخترع سعيد عبدالخالق فكرة «العصفورة» لينشر من خلالها ما لا يستطيع كتابته بشكل إخبارى.. وأصبحت كل المعلومات المتاحة صالحة للنشر فى «العصفورة» بدون أسماء ولكن برموز وإشارات!

وسمحت مدرسة الوفد بظهور نجوم إلى جوار الكوكبة التى أنشاتها مع شردى وبدوى والطرابيلى وسعيد عبدالخالق فكان الراحل مجدى مهنا الذى غير طريقة الكتابة الصحفية، فأشرف على قسم التحقيقات وخاض المعارك ضد الفساد، ومعه كتيبة من الزملاء الذين لمعوا فيما بعد وحصدوا الجوائز، منهم سيد عبدالعاطى!

وكانت آخر معاركه معركته ضد تصدير الغاز لإسرائيل المعروفة بقضية ميدور، التى كتبت سطر النهاية فى عمله بالوفد، وبدأ تأسيس «المصرى اليوم» بدعم كبير من المهندس صلاح دياب، الذى كان مولعًا بتجربة الوفد وكتابها، واختار أنور الهوارى فيما بعد رئيسًا للتحرير!

ونجحت الوفد فى كسر الاحتكار، لأنها اعتمدت على معيار الكفاءة والتفوق، فكانت أول من ذكَّر بصحافة المواطن بعد غياب طويل.. ولسه الأغانى ممكنة.. رحم الله الراحل الكريم، الذى قلّب علينا المواجع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرسة الوفد مدرسة الوفد



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon