توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدرسة الوفد!

  مصر اليوم -

مدرسة الوفد

بقلم : محمد أمين

لم يكن من الممكن أن أكتب عن الأستاذ عباس الطرابيلى يومًا واحدًا.. فلا يمكن لعمود صحفى ليوم واحد ان يحيط برجل له تاريخ.. إنما كانت محاولة للرثاء وتذكير الناس به، فالناس لا تنشغل بالحضور، ولا تعطيهم أقدارهم.. وبالتالى فإن الذين عايشوا الراحلين أقدر على النفاذ إلى الشخصية من غيرهم، وقد يضعون أيديهم على بعض النقاط المهمة فى مشوارهم.. وأظن أن التركيز على مدرسة الوفد كان أهم عند «الطرابيلى» من الكلام عنه.. وهى المدرسة التى اشتغلنا فيها وعملنا بها، وكانت امتدادًا لمدرسة أخبار اليوم!

ومن حسن حظى أن بدأت فى الوفد محررًا ورئيسًا لقسم الأخبار ومديرًا للتحرير، حتى انضممت إلى منتخب كتاب مصر فى «المصرى اليوم»، وهى على خطى أخبار اليوم أيضًا.. وتتميز بالصنعة والفكرة والمعالجة المحببة إلى نفس الجمهور.. وكان الأستاذ «الطرابيلى» قريبًا من الصحفيين، لأنه يحكى عن مغامراته، قينقل لهم خبراته.. وكان ينقل لهم بطيبة قلب ما جرى له فى بداياته فى أخبار اليوم، فى العمل والسكن.. فكنا نرى أنفسنا فيه.. نفس المعاناة.. وكان يفرز من يصلح ومن لا يصلح، ويترجم هذا التقييم إلى فلوس.. سواء فى المرتب أو المكافآت!

وأود الإشارة إلى أن المدرسة كان فيها المدير والناظر والوكيلان، وكان مصطفى شردى اسمًا جديدًا فى الصحافة المصرية لكنه كان وطنيًا وعبقريًا، إذا كتب يصدقه الناس ويشترون الجريدة لأجله.. ولم يكن جمال بدوى بأقل منه.. فقد كان يكتب من التاريخ ما يمكنه من الإسقاط على الواقع الذى عاش فيه، وأخص كتاباته عن «نكبة البرامكة».. ولكن المقال الذى عرضه للأذى والضرب فى صلاح سالم كان مقال «صدقت امرأة وأخطأ عمر».. ولم يتحمل النظام وتولى المواطنون الشرفاء تأديبه بالضرب والركل!

ونجحت مدرسة الوفد فى تحريك المياه الراكدة، من صحافة تابعة ومؤممة إلى صحافة مواطن تنحاز إليه وتكتب له وتعبر عنه.. واخترع سعيد عبدالخالق فكرة «العصفورة» لينشر من خلالها ما لا يستطيع كتابته بشكل إخبارى.. وأصبحت كل المعلومات المتاحة صالحة للنشر فى «العصفورة» بدون أسماء ولكن برموز وإشارات!

وسمحت مدرسة الوفد بظهور نجوم إلى جوار الكوكبة التى أنشاتها مع شردى وبدوى والطرابيلى وسعيد عبدالخالق فكان الراحل مجدى مهنا الذى غير طريقة الكتابة الصحفية، فأشرف على قسم التحقيقات وخاض المعارك ضد الفساد، ومعه كتيبة من الزملاء الذين لمعوا فيما بعد وحصدوا الجوائز، منهم سيد عبدالعاطى!

وكانت آخر معاركه معركته ضد تصدير الغاز لإسرائيل المعروفة بقضية ميدور، التى كتبت سطر النهاية فى عمله بالوفد، وبدأ تأسيس «المصرى اليوم» بدعم كبير من المهندس صلاح دياب، الذى كان مولعًا بتجربة الوفد وكتابها، واختار أنور الهوارى فيما بعد رئيسًا للتحرير!

ونجحت الوفد فى كسر الاحتكار، لأنها اعتمدت على معيار الكفاءة والتفوق، فكانت أول من ذكَّر بصحافة المواطن بعد غياب طويل.. ولسه الأغانى ممكنة.. رحم الله الراحل الكريم، الذى قلّب علينا المواجع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرسة الوفد مدرسة الوفد



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon