بقلم : محمد أمين
ليلة من الخيال والأجواء الملكية عشتها فى زيارة لمتحف المركبات الملكية، بدعوة من الوزير خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، وبحضور سفراء 45 دولة.. كانت الأجواء رائعة، وأغانى أم كلثوم فى الخلفية، والموسيقى الشرقية وأجواء العشاء الفاخر وملابس الطاقم التى تعود إلى عصور الملكية، بالزى والطربوش.. وعيوننا تنظر إلى كل ركن فى المتحف.. هناك أثر فى كل مكان وكل هذا فى بولاق أبو العلا.. بعض الحضور يقول إنه كان إسطبل خيل، وبعضهم يقول إنه كان جراج وزارة الخارجية.. فجأة كل شىء فى المكان أصبح ينطق بعظمة مصر!.
ومن المصادفات الطيبة أن الرئيس افتتح ثلاثة متاحف فى وقت واحد، هى: متاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية، حيث القطع الأثرية بالحجم الطبيعى لها، سواء الخيول أو العربات الملكية، التى ركبها الخديو إسماعيل فى افتتاح قناة السويس والإمبراطورة أوجينى تحكى قصة هيام الخديو بها، ومركبة الآلاى التى استقلها الملك فاروق فى افتتاح البرلمان..
عشنا التاريخ حيًا، اللوحات أثرية والعربات أثرية، والخيول أيضًا.. وفى كل شبر على أرض مصر هناك متحف.. سألت الوزير العنانى: ألم يكن هناك مكان آخر غير بولاق، خاصة أن المتحف فى مكان مزدحم للغاية؟، قال أولًا هو فى مكانه الأصلى، والمبنى نفسه أثرى، بناه الخديو إسماعيل، وتم البدء فى ترميمه منذ عام 2002، وتوقف بسبب أحداث الثورة، ثم جئت لأستكمل ما بدأه السابقون وتم إنجازه فى 2020.. وثانيًا الرسالة هى أن مصر غنية بآثارها ومتاحفها فى كل مكان.. من بولاق إلى شرم الشيخ وغيرهما!.
وبهذه المناسبة، كانت تذكرة الدخول لطلاب الجامعات والمدارس عشرة جنيهات، ليعرفوا تاريخ بلدهم ويروا هذه الكنوز الأثرية، والمتحف من أندر المتاحف على مستوى العالم، وهو الرابع من نوعه بعد متاحف روسيا وإنجلترا والنمسا.. ونال شرف افتتاحه على يد الرئيس السيسى!.
وقد أنشا الخديو إسماعيل هذا المتحف فى بولاق أبو العلا، وعروسة المتحف كما يقول مدير المتحف، عربة الآلاى التى أهداها نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجينى للخديو إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس!.
ويضم المتحف مجموعة رائعة من المقتنيات، من أبرزها العربات الملكية مختلفة الأحجام والأنواع، والتى ترجع إلى فترة حكم أسرة محمد على باشا، كما يضم مجموعة من أطقم الخيول ولوازمها، إضافة إلى الملابس الخاصة بالعاملين بمصلحة الركائب الذين ترتبط وظائفهم بالعربات، فضلًا عن مجموعة من اللوحات الزيتية للملوك والأميرات التى يرجع تاريخها إلى الحقبة التاريخية نفسها!.
وأخيرًا، سيرتبط عصر خالد العنانى بعصر تجديد الآثار وحمايتها من السرقة والانهيار.. صحيح أنه يقول إن من سبقوه كانت لهم يد فى هذا العمل، ولكنه من أنجز المهمة بدعم من الرئيس شخصيًا.. وإعادة عرضها بطريقة عصرية.. ودخلت متاحف كثيرة الخدمة، أما المتحف المصرى الكبير، فهو أيقونة المتاحف وفريد عصره وأوانه