توقيت القاهرة المحلي 17:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاوز أبقى ظابط!

  مصر اليوم -

عاوز أبقى ظابط

بقلم : محمد أمين

أول خطوة فى بداية الدراسة أن تحدد حلمك.. أن تعرف ماذا تريد؟.. «اليوم السابع» سألت أطفال الابتدائى.. عاوز تطلع إيه؟.. بعضهم قال عاوز أبقى ضابط.. وبعضهم قال عاوز أطلع دكتور.. تذكرتُ هذه الأمنيات عندما كنتُ فى سن الطفولة الباكرة.. فقد كنتُ أريد أن أكون دكتور أعالج الغلابة.. لكننى كنت أتحلى بروح الضابط.. وكانت أمى تشم روح الانضباط!

فالضابط فى حياتنا رمز الانضباط والاستقامة والقوة.. والأطفال لا يفرقون بين ضابط الجيش وضابط الشرطة، إلا من كان فى عائلته أحد منهما.. كلاهما يحمى الوطن.. على الحدود، أو الجبهة الداخلية.. أصبحنا فى حاجة إلى الاثنين، أكثر من أى وقت مضى.. فى الداخل نحتاج إلى عيون مفتوحة ومفتّحة.. العدو الآن فى الداخل لا يقل عن الخارج، هذا هو قدرنا!

الجيش هو عزنا وشرفنا.. نغار عليه، ولا نقبل أى مساس به.. لأنه يضم أولادنا وأشقاءنا، كما أننا خدمنا فيه بروحنا.. كنت ضابط احتياط.. وهى سنوات أفخر بها، وأشعر أنها تركت أثراً فى حياتى.. هكذا هو الجيش عند المصريين.. لا يمثل تياراً ولا مذهباً.. إنما يمثل مصر.. ولذلك تأثرت لأن الأطفال يريدون أن يكونوا ضباطاً، يؤدون «واجبهم» لحماية الوطن!

وإذا أردت أن تعرف ذلك، حاول أن تعرف الأعداد التى تتقدم سنوياً للكليات العسكرية أو أكاديمية الشرطة.. ستعرف أن هذه العلاقة أشبه بالعقيدة عند المصريين.. إنها أعداد بعشرات الآلاف.. ليس لأنها وظيفة.. ولكنها اختيار لطريقة الحياة.. وفى الوقت نفسه هى العشق القديم، الذى يتجدد كل يوم.. هى أيضاً العقيدة التى نشأ عليها أبناء مصر للدفاع عن البلاد!

الأطفال يتكلمون ببراءة شديدة.. بعيداً عن الفذلكة.. فمن يريد أن يكون ضابطاً، فلأن أسرته تتحدث عن الجيش والشرطة باحترام شديد.. ومن يريد أن يكون طبيباً فلابد أن أسرته تشجع العمل الإنسانى.. تخيل طفلاً فى السادسة يقول: عاوز أعالج الغلابة والفقراء؟.. ربما كان أبوه يعانى.. وربما كانت أمه كذلك.. الأطفال لا يكذبون.. إذا «أحبوا» الجيش أو الشرطة!

فلا أتحدث هنا عن الوظيفة.. فالأطفال فى هذه السن الصغيرة يتحدثون عن العقيدة، لا الوظيفة.. فمن يريد أن يحمى الناس، ومن يريد أن يعالج الناس ويوفر لهم العلاج.. هذه الأحلام الصغيرة تكبر مع الأيام.. تكوّن جيلاً يحب الوطن ولا يكرهه.. يريد أن يخدمه.. المهم أن يكون التعليم فى خدمة المجتمع وتطويره.. وأن يشجع الابتكار والمعرفة، وليس حشو الرؤوس!

وأخيراً، فإن رسالة الأطفال واضحة «متخافوش على مصر».. كلنا جيش وشرطة.. خذوهم فى رحلات إلى المتاحف العسكرية.. خذوهم إلى مستشفيات الجيش والشرطة.. رجّعوا حصص التربية العسكرية للمدارس.. ساعتها سيكون لدينا جيل «منضبط» يحب الوطن.. ولا يخونه أبداً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاوز أبقى ظابط عاوز أبقى ظابط



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon