بقلم : محمد أمين
لم أفهم حتى الآن نظام الثانوية العامة الذى يريد الوزير طارق شوقى أن يطبقه على طلاب المدارس الثانوية.. لا المدرسون يعرفون ولا الطلاب.. وبالتالى ولا أولياء الأمور.. أخشى أن أقول ولا الوزير.. التصريحات التى نقرؤها كل يوم تصيبنا بالصداع.. فهل يُعقل أن الأولاد الذين يستعدون لدخول الثانوية بعد شهور لا يعرفون النظام الذى يتعاملون به؟.. ولا نظام التنسيق والتقييم.. كيف يحدث هذا الارتباك بالضبط؟!.
تتضارب تصريحات الوزير كل يوم.. الامتحان ورقى لا إلكترونى؟ وهكذا بلا أى معلومات.. فهل نسلم له ملايين الطلاب حتى يضيع مستقبلهم؟.. وهل تذهب كل الشكاوى أدراج الرياح، دون أى محاسبة سياسية أو برلمانية؟.. من قال إن الوزير يمكن أن ينفرد وحده بوضع خريطة التعليم؟!.. كيف لم يطرح الموضوع للحوار المجتمعى وهو مستقبل مصر؟.. ألم يشعر بعذاب طلاب الصف الثانى الثانوى بعد توقف التابلت؟!.
هل كل الذين سكتوا عن مساءلة الوزير كانوا يحاولون إعطاءه الفرصة؟.. وما التقييم الذى يراه الوزير ليكون بديلًا للتنسيق؟.. هل توصل إلى اختراع لا يفهمه أحد؟.. ألم يعكس سؤال أحد المعلمين له هذا الشعور بالارتباك والتخبط؟.. ألم يسمع عن حالات الإغماء من امتحان التابلت العام الماضى؟.. كيف يرى الأمر فى الثانوية نفسها، وهى التى تحدد مستقبل الطالب؟.. هل سكت البعض عن إيمان أم عن ضغوط؟!.
لقد اضطرت الزميلة الأستاذة إيمان رسلان أن توجه رسالتها للرئيس لتشكو له ما يفعله الوزير فى نصف مليون طالب ثانوية عامة، وتطلق على الطلاب اسم أسرى الثانوية العامة.. وهى محقة فى هذه التسمية.. ولم تجد غير الرئيس لتشكو له ككاتبة وأم تشعر بعذاب الأمهات.. وهى فوق ذلك كاتبة متخصصة فى شؤون التعليم وتعرف إلى أى مدى حجم التخبط والارتباك، وتطرح أسئلة فى منتهى الخطورة، ولم يرد عليها الوزير للأسف!.
أليس الكلام عن نظام التقييم يستحق رد الوزير؟.. أليس كلامه عن تغيير النظام يتضارب مع كلامه عن عدم تغيير النظام؟.. هل نأخذ بتغريدات الوزير أم بتصريحاته، تغيير أم لا تغيير؟.. ثانوية بدرجات أم بالأنابيب؟.. ولادة طبيعية أم قيصرية؟.. ثانوية بالإغماءات أم ثانوية بلا إغماءات؟.. نتيجة بالأرقام أم بالألوان؟.. هل يملك الوزير وحده تقييم الطلاب باعتبار أنه يعرف التقييم العالمى وأنه يريد أن ينقلنا إلى العالمية؟!.
أدعوكم إلى قراءة مقال الكاتبة إيمان رسلان عن الأسرى مرة أخرى، سوف تشعرون بحالة الفوضى التى شعرت بها.
والسؤال الآن: هل نطالب بتأجيل تطبيق هذا النظام عامين أو ثلاثة حتى يعرفه المدرسون أولًا ويشرحوه للطلاب؟!.